St-Takla.org  >   books  >   youssef-habib  >   samuel
 
St-Takla.org  >   books  >   youssef-habib  >   samuel

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف وأديرة الفيوم - يوسف حبيب

34- ظهور السيدة العذراء مريم للقديس الأنبا صموئيل وذيوع صيته

 

وفيما كان القديس يصلي وقع سبات ورأى رؤيا عظيمة. رأى السيدة العذراء الطاهرة مريم قائمة شرقي الكنيسة الصغيرة وبيدها اليمن قصبة من ذهب وحولها أناس يمجدونها، فقاست الناحية الشرقية ثم الغربية والقبلية والبحرية ثم رأى كرسيًا عظيمًا قد وضع هناك في موضع الذي قاست فيه، وأسرعت العذراء مريم وجلست على الكرسي وقالت هذا مسكني إلى الأبد أحل فيه لأني أحببته ومن الآن أضع لي مسكنًا في هذا الجبل فأحل فيه مع ابني صموئيل... أني أحببت المقام مع صموئيل من أجل طهارته وأبقى معه ههنا.

بعد ذلك سألها الرؤساء النابعين لها قائلين يا سيدنا أترى البربر يأتون إلى هنا دفعة أحرى؟ قالت: لا يكون ذلك بل ابني الحبيب يحفظ صموئيل ويثبته من أجل الأتعاب التي قبلها، قالت هذا ثم اختفت.

فرح القديس صموئيل بالرؤيا فرحًا عظيمًا وسبح قائلًا: "تمجيدات قيلت لأجلك يا مدينة الله إلهنا" ثم توجه إلى جبل "دقناش" الذي سكنه سابقًا وأتى بتلاميذه إلى المكان الذي أعده الرب له.

St-Takla.org Image: Saint Samuel the Confessor, contemporary Coptic icon صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا صموئيل المعترف، أيقونة قبطية حديثة

St-Takla.org Image: Saint Samuel the Confessor, contemporary Coptic icon

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا صموئيل المعترف، أيقونة قبطية حديثة

وأصلحوا الكنيسة الصغيرة والمساكن التي حولها واعتنوا بعيون الماء وزعوا قمحًا وحبوبًا وبارك الله الزروع وأقاموا زمانًا يعيشون من غلة زراعتهم، ولم ينزل أحد منهم إلى الريف لأجل حاجة يقضيها.

وذاع صيت قداستهم في المنطقة وفي الأقاليم المحيطة بهم وكانوا يقولون بعضهم لبعض إن نساكا كبارًا سكنوا في برية القلمون kalamwn وحدود الفيوم، حتى أن الله منع مجيء البربر إلى الريف بسبب صلواتهم وعظيم إيمانهم.

وهكذا تطهرت الطريق إلى القلمون لكل أحد من المخاوف، وتكاثر تلاميذ القديس جدًا ومنهم يسطس وأبللو وقد ذكرنا طرفًا من أخباره.

وبنى الكنيسة باسم السيدة مريم في المكان الذي جددته له، وجدد ديره وكان فيه اثنتان عشر كنيسة وكانت مساحة مبانيه 12 فدانًا، كما اتخذ القديس له مغارة شرقي الدير للاختلاء فيها...

ولما بلغ خبر القديس أنبا صموئيل سكن "القلمون" انتقل أربعة عشر راهبًا وسألوه أن يقبلهم فقبلهم بفرح عظيم في الشركة كأولاده وكانوا خاضعين له في محبة روحية، وكانوا يطلبون خلاص نفوسهم.

وضع ملاحات ليعمل فيها الرهبان.

ثم أتى إخوة آخرين من جيل "دقناش" فقبلهم القديس في الشركة بفرح أيضًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وسمع أنبا اغريغوريوس أسقف القيس وأنبا يعقوب تلميذه وأهل مدينته خبر القديس أنبا صموئيل فأقبلوا إليه لزيارته. ولما اجتمع الأسقف مع القديس وتحدث إليه رأى نعمة الله على وجهه ومحبة الله ظاهرة في هيئته وعاين سمو وداعته واتضاعه... وكان الأسقف مريضًا لكنه ما أن قابل أنبا صموئيل حتى زال عنه المرض وشعر بعزاء النفس وفرح الشفاء وهكذا صارت له ثقة كبيرة في القديس، وكذلك أنبا يعقوب تلميذه.

أقام الأسقف أربعة أيام في الدير يتعزى بكلام الله وبعد انقضاء هذه المدة أنطلق إلى مدينته وأرسل هدايا كثيرة.

وكان الدير ينمو ويتقدم يومًا فيومًا.

وكان الرهبان يزدادون في خوف الله والمحبة الروحية وبصلوات وطلبات وتسابيح قديسيه، وكانوا يتمثلون بجهاده.

وترهب سبة عشر راهبًا دفعة واحدة وكانوا مختارين من الله، وعرفوا بالاجتهاد في سيرة الرهبنة وبالأمانة العظيمة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/youssef-habib/samuel/apparition.html

تقصير الرابط:
tak.la/r99q2k3