السؤال السادس:
متى بدأ طقس الزواج؟
+ يقول جون ميندورف John Meyendorff، العميد السابق لمعهد فيلاديمير للدراسات اللاهوتية الأرثوذكسية بنيويورك، أن طقس الإكليل بدأ يظهر بعد القرن الرابع وأنه حتى القرن التاسع لم تكن الكنيسة تعرف طقسًا خاصًا بالزواج منفصلًا عن القداس الإلهي ؛ فبعد إتمام الزواج المدني يتقدم العروسان للتناول، وكان التناول هو خاتم الزواج (98).
+ ثم يعود فيقول أن ثيؤدوروس ستوديت Theodore Studite قال في القرن التاسع أن صلاة الإكليل كانت تحوى صلاة واحدة قصيرة.
ولكن:
+ دائرة المعارف الكاثوليكية تقول في حديثها عن سر الزيجة:
" إن كتب الأسرار والطقوس للكنائس المختلفة، شرقا وغربا، حوت الصلوات والطقوس التي تسلمناها من بداية الكنيسة. وقد تكون هناك بعض الاختلافات في التفاصيل غير الهامة، ولكن المكونات العامة تعود إلى ترتيبات الرسل. في كل هذه الممارسات كان الزواج يتم بحضور الكاهن وفي وقت القداس الإلهي، وكانت له صلواته وطقوسه "(99).
+ ومن الطريقة التي تحدث بها الآباء القديسين عن سر الزواج وتفسيرهم لبعض طقوسه، نرى أنهم كانوا يتحدثون عن طقوس ثابتة عندهم ويعرفها الناس، وليس مجرد طقوسًا حديثة غير معروفة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.
ولقد استخدمت في هذا الكتاب الكثير من أقوال الآباء وتفسيراتهم: مثل القديس باسيليوس الكبير، والقديس يوحنا ذهبي الفم، والقديس إمبروسيوس، والقديس إيرونيموس، والقديس كليمنضس الإسكندري. وهم تحدثوا عن الأكاليل والحُلة والثياب والخاتم وغيرها. لذلك، فهذا يؤكد وجود طقوس كنسية خاصة بسر الزيجة أقدم بكثير من القرن الرابع.
+ من المعروف أن القرن الخامس وبالتحديد في عام 451 ميلادية في مجمع خلقيدونية شهد بداية الانفصال بين عائلتي الكنائس الأرثوذكسية (الخلقيدونية واللاخلقيدونية).
ولكن بمقارنة طقوس الزواج بين عائلتي الكنائس الأرثوذكسية سيأخذك العجب من هذا التماثل الكبير بين الطقس في العائلتين الأرثوذكسيتين، وإليك بعض الأمثلة:
1- إن كلاهما يحوى ثلاثة صلوات أساسية ورشومات وطلبات متشابهة جدًا.
2 - وكلاهما يحوى نفس القراءة من رسالة بولس الرسول إلى أفسس.
3 - أما قراءة الإنجيل، فالكنائس الأرثوذكسية الخلقيدونية تقرأ معجزة تحويل الماء إلى خمر، والتي كنا نحن نقرأها في القداس الإلهي الذي يلي طقس الإكليل مباشرة.
4 - في كلاهما نجد طلب بركة آباء العهد القديم.
5 - وستجد في كليهما الأكاليل والخاتم.
6 - وفيهما زفة العريس والعروس.
7 - ووقوف العريس عن يمين عروسها.
+ معنى هذا أن طقس الزواج له مصدرًا واحدًا. هذا المصدر قديم جدُا...
فلو كان طقس الزواج بدأ في القرن الرابع، فإن قرنًا واحدًا (قبل الانفصال في القرن الخامس) ليس كافيًا لتعميم هذا الطقس في كل الكنائس الأرثوذكسية في كل العالم، شرقًا وغربًا، خاصة أن هذا القرن كان مليئًا بالصراعات اللاهوتية والمشاكل بين الكنائس المختلفة، مما أوجد حاجزا بين بعض هذه الكنائس.
+ وإلى جانب تماثل الصلوات والطقوس، فإن وحدة المفاهيم اللاهوتية والروحية الموجودة في طقوس الزواج في كل الكنائس الأرثوذكسية تحتم وجود مصدرا واحدا لهذه الطقوس. وهو ليس مصدرًا عاديًا. فإن مصدر هذا الطقس لا يمكن أن يكون مجرد كاتبًا كنسيًّا. فالنور الباهر المنبثق من هذه الطقوس يشير إلى تجلى إلهام الروح القدس فيه.
لذلك:
بناءً على وحدة المفاهيم اللاهوتية والروحية لطقوس سر الزيجة بين كل الكنائس الأرثوذكسية في العالم...
وبناءً على تماثل طقوس سر الزيجة بين كل الكنائس الأرثوذكسية في العالم...
وبناءً على كتابات الآباء القديسين عن بعض طقوس سر الزيجة...
أميل شخصيا إلى الاعتقاد بأن طقوس سر الزيجة هي أقدم بكثير جدًا من القرن الرابع...
وأن هذه الطقوس لها مصدرًا واحدًا...
وهذا المصدر بما فيه من إلهام عظيم يجعله يقترب كثيرا من العصر الرسولي إن لم يكن هو من نتاج العصر الرسولي نفسه.
_____
(98) - John Meyendorff, Marriage: An Orthodox Perspective, pages 24, 25.
(99) - Catholic Encyclopedia, Sacrament of Marriage.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/victor-beshir/holy-matrimony/wedding-rite.html
تقصير الرابط:
tak.la/ng397a9