St-Takla.org  >   books  >   victor-beshir  >   holy-matrimony
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب ماذا يحدث في الإكليل المقدس؟ بالصورة... وبالكلمة - الأستاذ الشماس فيكتور بشير

50- متى توقف إتمام صلاة الإكليل قبل صلاة القداس الإلهي؟

 

السؤال الخامس:

 متى توقف إتمام صلاة الإكليل قبل صلاة القداس الإلهي؟

 

الإجابة:

1- في الكنيسة الكاثوليكية لم يتم هذا التوقف حتى الآن.

2- في الكنائس الأرثوذكسية الخلقيدونية تم هذا التوقف في القرن الخامس عشر...

3- غالبية الكنائس الأرثوذكسية اللاخلقدونية لم يتم فيها هذا التوقف حتى الآن.

 

ماذا عن الكنيسة القبطية؟

1 من المؤكد أن هذا الطقس القديم كان معمولًا به حتى القرن الخامس عشر حينما كتب الأنبا غبريال الخامس، البطريرك القبطي 88، كتابه "الترتيب الطقسي". لأن مقدمة الكتاب تتحدث عن أن الأب البطريرك أحضر عدة تراتيب (مخطوطات). وجمع إليه الآباء القسوس والأراخنة والشمامسة. والنتيجة هو سجل لطقس سر الزيجة. ويذكر الكتاب:

 " جرت العادة بعد صلاة نصف الليل وصلاة باكر يحضر العريس...

 والكهنة... تتلقاه من باب البيعة

 هم وشمامسة البيعة بالشموع والنواقيس "(88)

 

 وفي نهاية الإكليل، يذكر كتاب " الترتيب الطقسي ":

 " يبتد وا(89) بخدمة قداس السراير(90)...

St-Takla.org Image: The newlywed couple (husband and wife) receiving the Holy Communion during the Holy Liturgy - The Holy Matrimony Sacrament (marriage) in the Coptic Orthodox Church صورة في موقع الأنبا تكلا: مناولة الزوج والزوجة في القداس الإلهي - سر الزيجة (الزواج) في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

St-Takla.org Image: The newlywed couple (husband and wife) receiving the Holy Communion during the Holy Liturgy - The Holy Matrimony Sacrament (marriage) in the Coptic Orthodox Church

صورة في موقع الأنبا تكلا: مناولة الزوج والزوجة في القداس الإلهي - سر الزيجة (الزواج) في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

 والعريس إن كان شماس، وهو مستعد للخدمة، فهو (الشماس) الخديم...

 وادا(91) جا(92) وقت مرد إنجيل القداس يقولوا(93) مرد عرس قانا الجليل." (94)

فمعنى اتفاق الآباء القسوس والآراخنة والشمامسة على هذا الطقس، أنه حتى وقت كتابة هذا الكتاب كان يُعقد الإكليل صباح الأحد وقبل صلاة القداس الإلهي.

 

 2 أما مخطوط " ترتيب البيعة " وهو المرجع الطقسي للكنيسة وأقدم مخطوطاته تعود إلى القرن الخامس عشر(95)، وأحدثها يعود إلى القرن التاسع عشر. وهذا المخطوط يتحدث عن إقامة القداس الإلهي بعد صلوات الإكليل مباشرة.

 

لذلك، بناءً علي تاريخ مخطوط " ترتيب البيعة " نستطيع أن نقول أنه حتى القرن الثامن عشر على أقل تقدير لم يحدث انفصالا بين إقامة القداس الإلهي وصلوات الإكليل مباشرة.

 

3 لكن يبدو لنا أن نقل صلاة الإكليل عن موضعها قبل القداس الإلهي ربما يعود إلى بدايات القرن التاسع عشر، لأننا نقرأ في سيرة البابا بطرس السابع، البطريرك 109 (1810-1852 ميلادية):

 " لم يكن يرغب في حضور الأكاليل في المنازل، وإذا طلب أحد وجوده لنوال البركة فكان يطلب حضور العروسين بالكنيسة صباحًا ليناولهما الأسرار المقدسة بعد الاعتراف"(96)

+ معنى ذلك أن طقس الزواج ربما بدأ ينتقل من الكنيسة إلى البيوت في بدايات القرن التاسع عشر. وبدأ معه كذلك إهمال تقدم العروسين للتناول بعد صلوات الإكليل.

 

+ وهذا يدل كذلك على عدم رِضى البابا بطرس السابع بهذا التغيير ومحاولته الشخصية لربط سر الزيجة بسر التناول.

 

4 لكن أغلب الظن أن وقف إتمام صلاة الإكليل قبل صلاة القداس لم يتم دفعة واحدة في مصر، بل أنه تم تدريجيا:

 

 + ولقد ظلت بعض بلاد الصعيد المعروفة بتمسكها بالطقوس، مثل أخميم ونقادة، محافظة على هذا الترابط بين سرى الزيجة والتناول حتى بدايات القرن العشرين.

 وإن كنت لا أملك وثيقة تثبت ذلك، ولكن من خلال أحاديثي مع كبار السن في هاتين البلدتين عرفت أن احتفالات العُرس كانت تبدأ السبت مساء وتستمر حتى صباح الأحد. ومعنى هذا أن الاحتفال كان يشمل سهرة روحية يحضرها الكاهن والشمامسة. وعندما يحل الصباح وتنتهي طقوس سر الزيجة كان يقام قداس الأحد.

 

 وهذا الوصف يتفق مع ما ذكرناه عن أن صلاة " رفع الأكاليل " كانت تتم في بعض فترات التاريخ يوم الاثنين، أي اليوم الثالث من بداية الاحتفال بسر الزيجة.

 

وهذا يعني كذلك أن هذه الفترة قد شهدت تحول السهرة الروحية التي كان يقضيها العريس والعروس مع أصدقائهما في الليلة السابقة للإكليل إلي سهرة احتفال تشمل صلوات عقد الإملاك وصلوات الإكليل بالإضافة إلي تسابيح وصلوات أخرى وفي حضور كل المدعوين الأقباط.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

+ أما بداية الفصل بين الطقسين فتعود جذورها إلى القرن الثاني عشر:

 عندما كان بعض أهالي الصعيد يأخذون العروس والعريس بعد نهاية طقس الإكليل في الصباح ليقيموا الاحتفالات والتي كانت لا تنتهي إلا في وقت متأخر من النهار، مما ينتج عنه عدم البدء في القداس الإلهي حتى ساعة متأخرة من النهار، وذلك لعدم تواجد العريس والعروس في الكنيسة لحضور القداس والتناول من الأسرار المقدسة.

 

وقد تسبب هذا في إزعاج الكنيسة، حتى أن البابا غبريال بن بتريك، البطريرك الـ70، أصدر قانونًا (القانون الثالث عشر) يشجب فيه ما يحدث، قال فيه:

 "انتهى إلى ضعفي أن قومًا بالصعيد يُمسكون (أي يعطلون) القداسات في يوم الأحد إلى آخر النهار بسبب الأعراس والأكاليل التي يشتغل أربابها بالطبول والفوارغ إلى العشى. وهذا مذموم فعله. ومن اعتمد هذا فيما بعد فهو ممنوع" (97).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

 (88) البابا غبريال الخامس، الترتيب الطقس، القرن الخامس عشر، مطبوعات المركز الفرنسيسكانى للدراسات الشرقية، صفحة 131.

(89) أي يبتدئون.

(90) أي الأسرار.

(91) أي إذا.

(92) أي جاء.

(93) أي يقولون.

(94) البابا غبريال الخامس، الترتيب الطقس، القرن الخامس عشر، مطبوعات المركز الفرنسيسكانى للدراسات الشرقية، صفحة 142.

(95) من المؤسف له أن القرن الرابع عشر شهد خراب الكثير من الكنائس والأديرة، وكذلك تم فيه حرق غالبية المخطوطات القبطية، والذي نجا منها هو عدد ضئيل نجح البعض في إخفائه. لذلك، لا يجد الباحث في طقوس الكنيسة مخطوطات أقدم من القرن الثاني عشر. وهذا ما أقره عالم قبطيات في ندوة وادي النطرون عام 2000:

“Unfortunately, the oldest documentary wittiness to liturgy go back no further than 12th. Century or 13th. Century”:

See: Ugo Zanetti, Liturgy at Wadi-al-Natron, Coptica Vol. 2, Part 1, 2003.

والذي معناه: "للأسف، أقدم المكتوب عن الصلوات الكنسية لا يتعدي القرن الثاني عشر أو القرن الثالث عشر. "

(96) - القس منسي يوحنا، تاريخ الكنيسة القبطية، صفحة 607.

(97) - كامل صالح نخلة، سيرة البابا غبريال بن بتريك، صفحة 75.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/victor-beshir/holy-matrimony/ending-of-old-prayers.html

تقصير الرابط:
tak.la/4v583z6