+ صلوات وطقوس الإكليل هي صورة من العُرس السمائي، فالذي وضع هذه الصلوات والطقوس أراد أن يجذب قلوبنا جذبا إلي السماء، حيث سيحيا الله مع قديسيه في الفرح الدائم في الأبدية، وحيث المكان الذي وعدنا حبيبنا وعريس نفوسنا الرب يسوع بأنه ذاهب ليعد لنا مكانا فيه (يوحنا 2:14).
+ طقوس الإكليل زاخرة بصور من السماء، ومليئة بنماذج مما سيحدث في العُرس السمائي، الذي فيه ستُزف الكنيسة إلي مخلصها الرب يسوع، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فحينما تحضر صلوات الإكليل ستشعر وكأنك تشاهد فيديو تم تصويره في السماء الحلوة، والتقطت مناظره في العُرس السمائي البهيج.
+ لذلك، فطقوس الإكليل هي دعوة روحانية لك لكي ترى السماء وتفرح، وتشاهد العُرس السمائي، فتتهلل نفسك وتمتلئ بالاشتياقات لعريسنا السمائي الرب يسوع...
أشعر بأنك تريد أن تستوقفني لتطلب منى مزيداَّ من الإيضاح...
نعم، يا صديقي... سأتوقف بك قليلا لكي أنقل لك ما حواه الكتاب المقدس من صور من السماء، ثم سأعود بعد ذلك لأريك ما يحدث في صلوات الإكليل... وستندهش من هذا التقابل والتوافق والتشابه الكبير بين الصورة والأصل... أعنى بين طقوس الإكليل من جانب، والسماء والعُرس السمائي من جانب آخر.
ولكن ماذا في السماء؟
دعني الآن أنقل لك بعض ما رآه القديس يوحنا الرسول في السماء وسجله لنا في سفر الرؤيا:
+ " لنفرح ونتهلل ونعطه المجد لأن عُرس(1) الخروف(2) قد جاء، وامرأته هيأت نفسها. وأُعُطيت أن تلبس بزَّا(3) نقيًّا بهيًّا، لأن البزَّ هو تبررات(4) القديسين" (رؤيا 19: 7 و8)
+ "جالسين متسربلين بثياب بيض وعلى روؤسهم أكاليل من ذهب" (رؤيا 4:4)
+ " لهم كل واحد قيثارات وجامات مملوءة بخورًا هي صلوات القديسين" (رؤيا 5: 8)
+ " طوبى للمدعوين إلي عشاء عُرس الخروف" (رؤيا 19: 9)
+ " الروح والعروس(5) يقولان تعال" (رؤيا 22: 17)
+ " أنا آتى سريعا. آمين. تعال أيها الرب يسوع" (رؤيا 22: 20)
فيا أخي، هناك في السماء سيكون عُرسًا عظيمًا... فيه العريس (الرب يسوع)، وفيه العروس (الكنيسة)... وهناك سنرى ثيابا بيضاءً... وتيجانًا... وبخورًا... وصلوات.
+ وكل هذا ستراه واضحا في قداس الإكليل:
فالكهنة بملابسهم الكهنوتية(6)، والمجامر المملوءة بخورًا...
والعروس في ثياب بيضاء... والأكاليل (التيجان) على رؤوس العريس والعروس.
+ إذا، فالكنيسة تذكرنا بأن هذا العُرس إنما هو صورة مصغرة
لعُرس الخروف العظيم...
وتُذكًر العريس والعروس بمكانهما في السماء،
وبذلك العُرس السمائي الذي ينتظرهما متى تمما رسالتهما في أمانة.
+ والكنيسة كذلك تريد أن تُذكٌرنا جميعا بالسماء، وكأن لسان حالها يردد:
"ما تشاهدونه في هذه الطقوس هو مثال للذي سيحدث لكم في
السماء وفي العُرس السمائي"...
فنفرح ونتهلل، وتنجذب قلوبنا بالحب وبالاشتياقات للرب يسوع،
فنطلب جميعا من كل القلب مرددين:
" آمين. تعال أيها الرب يسوع" (رؤيا 22: 20).
+ بل وأكثر من هذا...
فالكنيسة لكي تجذب قلوبنا نحو العُرس السمائي تستخدم المزمور 45، وهو مزمور عجيب:
1- قال عنه القديس أوغسطينوس (354 - 430 ميلادية):
"إنه أغنية حفل العُرس المقدس، للعريس والعروس،
للملك (المسيا) وشعبه، للمُخًلص والذين يًخلُصون"
أي بين الرب يسوع والكنيسة أو بين الرب يسوع والنفس الإنسانية.
2- " يصف المزمور احتفالًا لعُرس ملوكي، لا يمكن تطبيقه على أي زواج بشرى، إنما ينطبق على العُرس الروحي بين السيد المسيح وكنيسته "(7) .
3- "إنه مزمور عُرْس الكنيسة" (8).
ولكن ماذا في المزمور 45؟
+ يعطى وصفا للعريس السمائي، ومن هذه الصفات أنه:
1- "أبرع جمالا من بنى البشر"
2- هو الله ويخاطبه صاحب المزمور قائلًا:
"كرسيك يا الله إلي دهر الدهور"
3- محب للبر ومبغض للإثم:
"أحببت البر وأبغضت الإثم".
+ يدعو العروس إلي محبة العريس:
"اسمعي يا ابنتي وانظري وأميلي بسمعك، وأنسى شعبك وبيت
أبيك فإن الملك (السمائي) قد اشتهى حسنك، لأنه هو ربك"
وتستخدم الكنيسة هذا النداء في لحن جميل في الإكليل.
+ يصف موكب العروس:
" يدخلن إلي الملك عذارى في إثرها... يدخلن إلي هيكل الملك "
ومازالت صلوات الإكليل تحتفظ بهذا المنظر الرائع:
إذ تسير مع العروس في موكبها اثنتان من العذارى وفي أيديهما الشموع.
لذلك .. عندما نرى موكب العروس في الكنيسة نتذكر العُرس السمائي...
وهكذا تتكرر في الإكليل المقدس المواقف والكلمات والطقوس التي تجعلنا نكاد نحيا في العُرس السمائي... وما أروع هذا!
_____
(1) العرس: هو حفل الزواج وصلواته وطقوسه.
(3) البز هو الكتان inenl fine.
(4) القديسين - أي بر.
(5) الكنيسة هي العروس.
(6) "الكاهن ملتحف بكامل ملابس الخدمة الكهنوتية (بما في ذلك الصدرة والبرنس) وقد خلع حذاءه من رجليه لأنه يباشر خدمه قداس كامل". (الأنبا إغريغوريوس، القيم الروحية في سر الزيجة، صفحة 12). قال القديس إمبروسيوس في رسالته إلي الأسقف : "من الواجب أن يعقد الزواج بحلة كهنوتية" Vigilius.
(7) من تفسيرات وتأملات الآباء الأولين: المزامير، القمص تادرس يعقوب، صفحة 754.
(8) المرجع السابق صفحة 757.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/victor-beshir/holy-matrimony/heavenly-wedding.html
تقصير الرابط:
tak.la/sa9tj3r