+ الأكاليل هي تيجان توضع على الرأس... وهي تُعطى بمثابة جائزة أو تقدير لمكافأة إنسان على إنجاز عظيم حققه. والقديس بولس الرسول قارن بين المكافأة التي كان يأخذها الناس في سباق رياضي وبين إكليل السماء.
" أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلا يفنى وأما نحن فإكليلا لا يفنى" (1 كورنثوس 9: 25).
الإكليل مكافأة لحياة الجهاد الروحي:
+ بعد حياة حافلة بالجهاد، نظر بولس فرأى بعين الإيمان مكافأة الرب له، فقال:
" قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان.
وأخيرا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل.
وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا" (2 تيموثاوس 4: 7 و8)
+ بطرس الرسول يؤكد نفس المفهوم:
" ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى" (1 بطرس 5: 4).
+ وسفر الرؤيا يوضح شروط نيل الأكاليل:
" كن أمينا إلي الموت، فسأعطيك إكليل الحياة" (رؤيا 2: 10).
لماذا تضع الكنيسة أكاليل على رأسي العريس والعروس؟
+ أجاب القديس باسيليوس (. 3 3 - 9 7 3 ميلادية) على هذا التساؤل قائلا:
" إنها إشارة إلي أن الله لما خلق آدم وحواء ألبسهما أكاليل الفرح والنعمة. "
وهكذا الأكاليل في طقس الزواج هي أكاليل نوال الفرح والتحلي بالنعمة.
+ أما القديس يوحنا ذهبي الفم (47 3 - 407 ميلادية) فيرى في هذه الأكاليل رمز النصرة على الشهوات(38).
+ الكنيسة تريد أن ترفع أنظارنا إلي العُرس السمائي، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. حيث نرى العروس (الكنيسة) مُكللة، والعريس مُكلل، حيث قال عنه سفر النشيد:
" اخرجن يا بنات صهيون وانظرن...
التاج الذي توجته به أمه في يوم عرسه وفي يوم فرح قلبه" (نشيد 3: 11).
+ وعندما يلبس العروسان الأكاليل، فيظهران مثل ملك وملكة. فهما أصبحا ملكا وملكة في أسرتهما الصغيرة.
+ وفي السماء، سنرى منظرًا جميلًا:
" قامت الملكة عن يمينك أيها الملك" (مزمور 45: 9).
والملك والملكة يرتديان تيجان الُملك.
وهذا يذكرنا بالعذراء مريم الملكة، كما تلقبها الكنيسة:
" السلام لمريم الملكة الكرمة... وجد فيها عنقود الحياة ابن الله "(39)
+ والأكاليل، كذلك، هي هبات روحية تطلبها الكنيسة للعروسين، كما سنرى في صلوات الكنيسة على الأكاليل.
+ وأخيرا، فالأكاليل تذكرنا بأن كل من العريس والعروس أصبح تاجا للآخر:
" المرأة الفاضلة تاج لرجلها" (أمثال 12: 4).
" الرجل رأس المرأة، كما أن المسيح رأس الكنيسة" (أفسس 5: 23).
+ وفي الطقس البيزنطي التالي إشارة إلي أن كل من العريس والعروس أصبح تاجا للآخر، وفيه كذلك إشارة واضحة على أن عقد الزيجة لا يتم فقط بالدبل (أو الخواتم) ولكنه يتم كذلك بالأكاليل السمائية:
فعندما يضع الكاهن الإكليل على رأس العروس يقول:
"يُكلل عبد الله (فلان) على عبدة الله (فلانة) باسم الآب والابن والروح القدس"
وعندما يضع الكاهن الإكليل على رأس العريس يقول:
" تُكلل عبدة الله (فلانة) على عبد الله (فلان) باسم الآب والابن والروح القدس آمين".
+ وفي نهاية وضع الأكاليل يطلب الكاهن:
" تقبل إكليلهما في ملكوتك".
ماذا تقول الكنيسة وهي تصلى على الأكاليل؟
تتضرع الكنيسة إلي الله قائلة:
" يا الله القدوس الذي كلل قديسيه بأكاليل لا تذبل...
أنت أيضًا الآن يا سيدنا بارك هذه الأكاليل التي هيأناها لنضعها على عبديك،
لتكون لهما:
أكاليل مجد وكرامة آمين.
أكاليل بركة وخلاص آمين.
أكاليل فرح ومسرة آمين.
أكاليل تهليل وبهجة آمين.
أكاليل فضيلة وعدل آمين.
أكاليل حكمة وفهم قلب آمين.
أكاليل عزاء وثبات آمين.
أكاليل النعمة غير المغلوبة آمين.
أكاليل مجد مرتفع وغير فان آمين.
أكاليل أمانة حسنة غير مضادة ولا محاربة. وبارك جميع أعمالهما. آمين."
هل للإكليل (التاج) مفهومًا روحيًّا؟
+ الإكليل هو تاج يوضع على الرأس، ويحمل معنى المجد والكرامة...
وفي المفهوم الروحي يعنى أن يتحلى الإنسان بفضيلة معينة، فتكون الفضيلة بمثابة التاج الذي يوضع على الرأس.
فلهذا، فعندما تصلى الكنيسة:
أكاليل حكمة وفهم قلب
فهي تصلى لأن يعطى الله العروسين حكمة خاصة وفهم قلب...
أما لماذا تطلب الكنيسة الفضائل مرتبطة بالأكاليل؟
لأنها تطلب ليست مجرد فضائل تظهر أحيانا في الحياة وتختفي أحيانا أخرى،
وليست مجرد فضائل غير ظاهرة...
بل تتضرع الكنيسة لله لأن يجعل هذه الفضائل ظاهرة واضحة ومستمرة في حياة العروسين وتكون كالإكليل واضحًا ظاهرًا.
+ فالكنيسة قد طلبت من الله أن يعطى العروسين الفضائل الروحية التالية بغنى:
عدل، حكمة، فهم قلب، ثبات، فرح ومسرة... إلخ.
+ في الوقت نفسه تطلب الكنيسة أن يتوجا:
بالمجد والكرامة،
بالبركة والخلاص،
بالفرح والمسرة،
بالعزاء، بالنعمة، وبالأمانة الحسنة.
+ دعني أتساءل: هل يحتاج الإنسان في حياته العائلية لأي شيء آخر إذا تحلى هو وشريك الحياة بهذه الفضائل؟
بالطبع.. لا...
فالكنيسة إذا في محبتها طلبت للعروسين
"كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل" (فيلبى 4: 8).
طلب مقومات الحياة الناجحة
+ لقد طلبت الكنيسة من الله أن يتوج العروسين ليس فقط بكل مقومات الحياة الروحية، ولكن أيضًا بمقومات السعادة الزوجية وحياة الفرح المستمر، وكذلك بمقومات الحياة الناجحة في المجتمع.
لذلك:
هنا تبرز أهمية أن يشترك كل المصلين والعريس والعروس مع الشمامسة قائلين: "آمين"
عقب كل طلبة، لكي يستجيب الله، ويعطى هذه الفضائل بوفرة وبغنى...
فالشعب طرف هام في هذه الصلوات، ويحتاج لأن يطلب بقوة ولجاجة حتى تستمر هذه الزيجات، وحتى تثمر وتكون بركة.
الأكاليل... والسماء!!
+ الأكاليل التي يتكلل بها العروسان في صلاة الإكليل ترمز وتُذكر بالأكاليل التي سيلبسانها في السماء،
في يوم " عُرس الخروف".
لذلك:
افرحا أيها العروسان...
فقد أخذتما في محفل سمائي أمام الله والناس رمزاٌ وإشارةٌ لميراث الملكوت...
الأكاليل التي تنتظركما في الأبدية متى أكملتُما جهادكما في سلام...
فأنتم علي درب الرب، وسائرين نحو ملكوته...
ولن تفارق أذهانكما هذه الأكاليل التي تكللتُما بها في الإكليل المقدس...
والتي هي صورة ومثال ورؤية من بعيد للأبدية السعيدة التي تنتظركما.
+ لعلك أدركت الآن لماذا تسمى صلاة سر الزيجة " صلاة الإكليل"..؟
تسمى بصلاة الإكليل لأن فيها العروسان يرتديان الأكاليل المقدسة...
والصلاة على الأكاليل وإلباسها لهم هو جزء هام جدًا في صلاة الإكليل...
وموجود في طقوس كل الكنائس الأرثوذكسية شرقًا وغربًا...
كذلك فيها الرشومات على الأكاليل مع الدبل (الخواتم) والحُلة في بداية صلاة الإكليل، والرشومات هي عنصر هام في صلاة الإكليل.
_____
(38) - St. John Chrysostom, Homily 9 on 1 Tim.
(39) برلكس لحن البركة، ويقال أحيانا في بداية القداس الإلهي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/victor-beshir/holy-matrimony/crowns.html
تقصير الرابط:
tak.la/85fnwqm