مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب ماذا يحدث في الإكليل المقدس؟ بالصورة... وبالكلمة - الأستاذ الشماس فيكتور بشير

15- العروس تجلس على يمين العريس

 

+ يتوقف هذا الموكب الجليل قرب الهيكل حيث وضعت الكنيسة كرسيين أمام الهيكل في الناحية القبلية⁽¹⁹⁾ كي يجلس عليهما العريس والعروس، بينما يقف الكهنة والشمامسة مقابلهما.

 

+ تجلس العروس عن يمين عريسها... لماذا؟

هذه صورة مطابقة للعرس السمائي، كما تحدث عنه المزمور 45 (الذي سبق الإشارة إليه في الباب الأول):

St-Takla.org Image: The bride sits to the right of the groom - The Holy Matrimony Sacrament (marriage) in the Coptic Orthodox Church صورة في موقع الأنبا تكلا: العروس تجلس على يمين العريس - سر الزيجة (الزواج) في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

"قامت الملكة عن يمينك (أيها الملك) بثوب موشى بالذهب، مزينة بأنواع كثيرة" (مزمور 45: 9).

فالكنيسة تشد انتباهنا إلي العُرس السمائي منذ اللحظات الأولى في صلوات الإكليل...

 

+ تقفان بجوار العروسين شابتان تحمل كل منهما شمعة طويلة جميلة... لماذا؟

+ نعود مرة أخرى إلي المزمور 45، مزمور عُرْس الكنيسة، نجده يقول:

 " يدخلن إلي الملك عذارى في إثرها" (مزمور 45: 14).

 فهؤلاء هم العذارى (شابات غير متزوجات) اللائي يتبعن العروس، وقد أمسكن بالشموع في الطقس القبطي.

+ أما في بعض الكنائس الأرثوذكسية الأخرى⁽²⁰⁾، فإنهم:

 يعطون لكل من العريس والعروس شمعة يمسكانها طوال صلوات الإكليل... ولكن لماذا؟

 يقولون: إن صلوات الإكليل تذكرنا بالعُرس السمائي... والسيد المسيح له المجد شبه ملكوت السماوات بعُرس في أكثر من مرة... جاء في إحداها:

 

" يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن لاستقبال العريس. وكان خمس منهن حكيمات... الحكيمات أخذن زيتا في آنيتهن مع مصابيحهن... وفي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل... فقامت جميع أولئك العذارى وزين مصابيحهن" (متى 25: 1 - 13).

 

لذلك، فهذا المثل يتحدث عن استقبال العريس السمائي الرب يسوع بمصابيح ممتلئة زيتا، لتعطى نورا واستضاءةً.

هكذا في الإكليل يمسك العروسان بالشموع المنيرة، معلنين اشتياقاتهما للعريس السمائي، واستعدادهما لاستقباله، والدخول في ملكوته، وتقديم حياتهما له، والاتحاد به، والحياة في مخافتة حتى يكون لهما نصيب العذارى الحكيمات...

وهذا الطقس يوضح لنا أن الكنائس الأرثوذكسية كلها تتفق معا على أن صلاة الإكليل هي صورة مصغرة للاحتفال بالعُرس السمائي، ومدخل روحي له...

نحياه بالقلب والفكر والاشتياقات...

وبتهيئة النفس والاستعداد الروحي.

ولكن من المخجل:

أن نرى أحيانا أن الشابتين الممسكتان بالشمعتين ترتديان ملابس لا تليق بهذا المحفل المقدس، ولا بالمكان المقدس الذي تقفان فيه.

فصلاة الإكليل هي صلوات سر مقدس...

حاضر فيه رب المجد وملائكته، وفيه عبادة وتضرع...

وكل هذا لا يتفق مع الفساتين التي ليست فيها حشمة، والتي تجرح العفة وتُعثر الآخرين، ولا تتفق مع آداب حضور سر كنسي...

أيتها الأخت الممسكة بالشمعة -رمز الاستعداد لاستقبال العريس السمائي في اليوم الأخير-

أرجو أن تأخذي بركة الرب وملائكته وقديسيه الحاضرين هذا الإكليل والواقفين بجوارك...

بهذه البركة ستفرحين وتنالين أكثر بكثير مما يريده قلبك.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(19) - أي على يمين الهيكل.

(20)  راجع طقس الإكليل في الكنائس الأرثوذكسية التي تستخدم الطقس البيزنطي.

الكاهن يبارك الدبلتين

ماذا يحدث في الإكليل المقدس؟ بالصورة... وبالكلمة كتب الأستاذ الشماس فيكتور بشير

بداية صلوات الإكليل المقدس

---