وهى صورة حائطية مرسومة على جدار إحدى المباني الأثرية في المنطقة التي تُسمى القلالي وهي من مناطق الرهبنة الأولى والتي تقع جنوب مدينة دمنهور. وفي هذه الصورة يظهر السيد المسيح على الصليب يعطى البركة. إذ يظهر ممسكًا بالإنجيل في يده اليسرى، ويده اليمنى في وضع إعطاء البركة حيث يلمس إصبع الإبهام طرف البنصر.
وهذا ما تمثله القطعة رقم 3482 بقسم المعادن بالمتحف القبطي بالقاهرة، وهي عبارة عن صليب من الذهب (7 سم × 40,5 سم) وعليه بالنحت البارز السيد المسيح باسط يديه في وضع الصعود للسماء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أليس هذا أمرًا عجيبًا جديرًا بالتأمل، أن يُرسم المسيح على الصليب وهو قائم من الموت وواهب الحياة. هذا هو الإحساس القبطي الأصيل في الروحانية، فالصليب مجد وانتصار، لذلك لا يركز على الألم ولم يرسم أي فنان قبطي صورة واحدة لصليب ربنا يسوع المتألم مثلما نرى الصور الغربية وفيها الصليب والحربة والأسفنجة بخل ومُر، وحبالًا وجلدات.
"عندما أُقتيد الرب إلى الموت، صد النسوة اللواتي كن يتبعن إياه باكيات، قائلًا: لا تبكين عليَّ" (لو 23: 28) بمعني أن حادث موت الرب ليس للحزن بل للفرح، لأن الذي يموت عنا هو حي."إن موته بحق موضوع فرح، إذ نرى علامات النصرة ضد الموت، ونرى عدم فسادنا خلال جسد الرب".
إن القديس لا يركز على الآلام بل على الفرح، وهذا الاتجاه يستقيه من فم الرب في قوله للنسوة. "لا تبكين عليَّ" (لو 23: 28).كان الألم هو الطريق الذي اجتازه الرب للوصول إلى القيامة والانتصار، والقديس لا يلتفت إلى الألم في ذاته بل إلى الفرح وإلى الانتصار(عب 12: 2).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/shepherd-voice/christians-4/cross.html
تقصير الرابط:
tak.la/2f2p8d8