(رؤ 3: 8)
هناك آياتان هامتان في سفر الرؤيا:
"إحداهما قول الرب إنه يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح".
والثانية هي قوله لراعى كنيسة فلادلفيا "هأنذا قد جعلت أمامك بابا مفتوحا ولا يستطيع أحد أن يغلقه" (رؤ 3: 7، 8).
نشكر الله أنه يجعل أمامنا بابا مفتوحا ولا يستطيع أحد أن يغلقه.
الباب المفتوح له عناصر كثيرة:
فمثلًا جائز أن يفتح لك باب الرزق، بابا للعمل، مثلما قال الكتاب "يشبع كل حي من رضاه" وأنه "يشرق على الصالحين والطالحين، ويمطر على الأبرار والأشرار "كل واحد الله يفتح أمامه بابا للرزق، حتى روسيا أيام الشيوعية فتح الله لها باب للرزق على الرغم من إنكارها لله!
ربما المطلوب أن الله يوسع رزقك عن الأول، يبارك في عملك، أو يفتح لك باب أي مشروع يمكن أن تنجح فيه، أو وظيفة وتنجح فيها، أو يفتح أي منصب من المناصب وتنجح فيه.
فالله هو الذي يفتح، وليس ذلك فقط، بل إنه يفتح حتى في الولادة.
فراحيل زوجة أبينا يعقوب لم تلد "لأن الله كان قد أغلق رحمها" لدرجة أنها بكت وقالت لأبينا يعقوب "أعطنى أولادا وإلا فإنى أموت", فانتهرها أبونا يعقوب وقال لها "هل أنا مكان الله؟!" وبعد ذلك يقول الكتاب "وفتح الرب رحم راحيل فولدت". لذلك نحن نقول "البنون ميراث من الرب". حقًا إن الرب يغلق أو يفتح.
* نفس المعنى نقوله على أمنا سارة زوجة أبينا إبراهيم. ونقوله على أليصابات زوجة زكريا الكاهن. عندما فتح الرب رحم كل منهما فأنجبت...
يمكن أن نقول أن الله يفتح بابا للحياة متى أراد.
فيونان النبي كان موجودا في بطن الحوت، وكان ممكنا أن يموت في أية لحظة. ولكن الله فتح بابا للحياة فأخرجه الحوت وأوصله إلى المكان الذي يريده. ولم يصبه شيء.
* نفس الوصع بالنسبة إلى الثلاثة فتية القديسين. ألقوهم في أتون النار. ولكن الله فتح بابا للحياة، فلم تؤثر النار عليهم، ولا على شعرة من رؤوسهم. فالله هو معطى الحياة، ولا أحد يستطيع أن يقاوم الله.
* دانيال النبي ألقوه في جب الأسود، ولأن الله فتح له بابا للحياة يقول دانيال "إلهي أرسل ملاكه وسد أوفاه الاسود". هنا الله يغلق على الأسود ويفتح لدانيال.
* وهذا كله يذكرنا بقصة حدثت قديما عندما أخطأ آدم وحواء، فأمر الله أحد الكاروبيم أن يقف بسيف من النار على شجرة الحياة حتى لا يأكل منها أحد. لأن البشرية كلها كان محكوما عليها بالموت، فههنا أغلق الله باب الحياة والمقصود بذلك كان محوما عليها بالموت، فهنا أغلق الله باب الحياة والمقصود بذلك الحياة الأبدية. ولما تم الفداء قال الله لهذا الكاروب: رد سيفك إلى غمده فينفتح الطريق إلى شجرة الحياة مرة أخرى. وهكذا قال الله "من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله" (رؤ 2: 7). وبذلك يحيا الناس بنعمة الفداء.
الفردوس كان مغلقًا، وبعد الفداء فتح باب الفردوس ودخل فيه الأبرار الراقدون على رجاء، ودخل معهم اللص اليمين. حقًا إن الله يغلق ولا أحد يفتح، ويفتح ولا أحد يغلق.
وما أجمل الآية التي قالها القديس يوحنا الرائى "نظرت وإذا باب مفتوح في السماء" فكلما تتعقد الأمور أمامك، وتظن أنه لا خلاص، ليتك تقول "نظرت وإذا باب مفتوح في السماء". فالله لا سمح أبدا أن يفقد الناس الرجاء. فهناك باب مفتوح في السماء، وإن كانت الأبواب الأرضية مغلقة.
نفس الوضع نقوله في الضيقات.
فحيثما تقع في ضيقة، تذكر أن هناك بابا مفتوحا في السماء، لأن الله يفتح ولا يستطيع أحد أن يغلق.
* داود وهو شاب صغير يرعى الغنم، هجم عليه دب وأسد، والباب المفتوح في السماء خلصه من الدب والأسد وهو كشاب صغير لا يملك الدفاع عن نفسه ضدهم.
* وله خبرة أخرى حينما وقف أمام جليات الجبار الذي كل الجيش كان مرتعبًا منه، والملك شاول نفسه كان مرتعبًا. ودخل داود لملاقاة جليات وقال "الحرب للرب". لأنه اعتمد على الله الذي يفتح ولا أحد يغلق، استطاع أن ينتصر على جليات.
* وقع داود أيضًا في يد شاول الذي حاول أن يقتله بكافة الطرق. ولكن الله كان فاتحًا بابًا لداود لكي يخرج من هذه الضيقة. فلم يستطيع شاول أن يقدر عليه.
* وأيضًا بولس الرسول عندما ذهب إلى كورنثوس، قال له الله كلمة عجيبة وهي "تكلم ولا تسكت لأني أنا معك ولا يقع بك أحد ليؤذيك، لأن لي شعبا كثيرًا في هذه المدينة" (أع 18: 9، 10).
عجيب هذا الجبروت الذي يعطيه الله لِمَنْ هو في ضيقة.
* يعقوب كان خائفا من أخيه عيسو. وأمه رفقة قالت له أهرب إلى أن يهدأ غضب أخيك. وفيما هو في الضيقة وجد بابا مفتوحا في السماء. رأى سلمًا واصلًا بين السماء والأرض وهو نفسه قال "ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء" (تك 28: 17). وكلمه الله وقال له "ها أنا معك وأحفظك حيثما تذهب، وأردك إلى هذه الأرض".. وحتى في العودة قابله أخوه عيسو، ولم يحدث له أي ضرر.
من جهة الباب المفتوح أيضًا، نذكر أنه من الممكن أن يعطيك الله نعمة في أعين الآخرين.
* يوسف الصديق ذهب مُبَاعًا كعبد لفوطيفار. وأعطاه الله نعمة في أعين فوطيفار. فسلمه كل شيء في منزله. وكان الله ينجح طريقه (تك 39: 2). وأيضًا يوسف عندما قابل فرعون ليفسر له الأحلام، قال عنه فرعون "هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح الله" (تك 41: 38). وهكذا وجد نعمة في أعين الملك، وصار الثاني في المملكة. لأن الله جعل له بابا مفتوحا في قصر فرعون.
* إستير عندما واجهت مشكلة إبادة الشعب كله إيام مردخاى، صامت وصام الشعب كله، وقالت أذهب وأقابل الملك. فلما ظهرت رفع لها عصاخ وأذن لها بالدخول، ووجدت نعمة في عينيه ففعل لها كل ما تريد. ونجاها ونجى كل شعبها من تلك المؤامرة التي دبرها هامان.
* وراعوث أيضًا وهي أرملة وجدت نعمة في عينى بوعز وصارت من جدات السيد المسيح له المجد.
* كذلك من الجائز أن يكون لك مقابلة شخصية inter-view، بشأن مهم جدا في حياتك. فتطلب من الله أن يعطيك نعمة في أعين كل من يقابلك في الـinter-view. وتخرج سعيدا بباب مفتوح يفتحه الله لك.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
من ضمن الأبواب المفتوحة التي يفتحها الله باب النجاح.
فالله يفتح أيضًا بابا للنجاح.
* ألعازر الدمشقى أرسله أبونا إبراهيم لكي يختار زوجة لابنه إسحق، وهو لا يعلم إلى أين يذهب! وإذا بالله يرسل إليه ملاكا يرشده إلى بيت لابان أحد أقرباء أبينا إبراهيم. ويرشده إلى العروس التي يختارها لإسحق، وهي أمنا رفقة. وبعد الموافقة قال لا تعطلونى والرب قد يسر طريقى. لأن أبانا إبراهيم قال له اذهب وملا الرب يرشدك.
* نفس الوضع لأبينا يعقوب عندما ذهب لمقابلة خاله لابان.
* ونفس الوضع بالنسبة لأبينا إبراهيم عندما ذهب ليرد سبى بابل ويقابل ملكي صادق ويأخذ منه بركة.
لذلك فالمزمور الأول يقول: "طوبى للإنسان الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس... يكون كالشجرة المغروسة على مجارى المياه... التي تعطى ثمرها في حينه، وورقها لا يندثر، وكل ما يعمله ينجح فيه".
إن النجاح من الأبواب التي يفتحها الله. لذلك عندما كان يوسف في بيت فوطيفار كان كل ما يعمله ينجح فيه. كلها أبواب مفتوحة بشرط أن تسلك في البر وحينئذ الله يفتح لك الأبواب.
هناك أيضًا أبواب مفتوحة في الخدمة:
* فمثلا فيلبس أرسل له الله ملاكا يرشده إلى عربة الخصى الحبشى، وقال له اتبع هذه العربة. فتح الله له بابا للخدمة وهكذا بشر الخصى الحبشى. وعمد أول إنسان أثيوبى في تاريخ الكنيسة المسيحية.
* كذلك الرؤيا التي ظهرت لبولس الرسول: إذ ظهر له في رؤيا رجل مقدونى يطلب إليه ويقول أعبر إلينا وأعنا. فذهب إلى هناك وهو متأكد أن الله دعاه لخدمة مقدونيا (أع 16: 9).
الباب المفتوح نذكره أيضًا في الجنازات. فنقول: هذه النفس اجتمعنا بسببها اليوم افتح لها يا رب باب الرحمة، افتح لها باب الملكوت ولتحملها ملائكة النور إلى الحياة، أفتح لها باب الفردوس... كلها أبواب نطلب فتحها للنفس لكي تذهب إلى الحياة الأبدية.
هناك أيضًا باب نطلب أن يكون مفتوحا للارتباط والحياة الزوجية، فكثير من البنات يقلن افتح لنا يا رب هذا الباب، وكل عريس يأتي أعطنى نعمة في عينيه، حتى لا يأتي ثم يذهب.
* في الحياة الزوجية أيضًا يحدث أحيانًا سوء تفاهم بين الزوجين فتقول الزوجة يا رب أعطنى بابًا مفتوحًا للنقاش بينى وبين زوجى، أعطنى بابا مفتوحا للصلح.
* في الحياة الروحية أيضًا نطلب أن يعطينا الله بابا مفتوحا للتوبة ونقول "توبنى يا رب فأتوب" (أر 31: 18).
* كذلك نقول أغلق يا رب أذنى عن سماع الأباطيل، كما نقول ضع يا رب حافظا لفمى وبابا حصينا لشفتى، أغلقه حتى لا أتحدث بكلام خاطئ.
ثم نقول افتح يا رب شفتى فينطق فمى بتسبيحك...
الله يجعله بابًا مفتوحًا لكم جميعًا آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/troubled/open-door-in-heaven.html
تقصير الرابط:
tak.la/d66k65a