مزمور (يستجيب لك الرب في يوم شدتك) هو من المزامير المعزية التي تملا القلب رجاء، وتشعره أن الله معك.
كل هؤلاء يرتلون لك
تَصَوَّر أن هناك ملاكًا من السماء، يخاطبك ويقول لك: يستجيب لك الرب في يوم شدتك. استمع إلى هذه العبارة من فم ملاكك الحارس...
تَخَيَّل أن داود النبي، هو في فردوس النعيم، يبعث إليك رسالة خاصة، يقول لك فيها: لا تخف ولا تضطرب في كل ضيقاتك، يستجيب لك الرب في يوم شدتك.
تَصَوَّر أن هذه العبارة، آتية إليك من الله، على فم أي إنسان مُرْسَل من السماء. أو هي عبارة صادرة إليك من أرواح القديسين.
تَخَيَّل أن الكتاب المقدس نفسه يقول لك: يستجيب لك الرب في يوم شدتك... في وسط متاعبك، في وسط اضطرابات الحياة من حولك، الله ينظر إليك، ويرى، ويستجيب...
اعتبر أن هذا المزمور هو رسالة سلام من الكنيسة إليك، رسالة عزاء من الكنيسة إليك: رسالة تطمئنك وتفرح قلبك.
 |
تَخَيَّل أن أحد الآباء الكهنة يصلي على رأسك، ويقول لك هذه البركة: (يستجيب لك الرب في يوم شدتك).
اشعر أنها وعد من الله موجه إليك في وقت الصلاة، كعبارة عزاء ورجاء وتشجيع. وعد صادق أمين من وعود الله، يقول لك الوحي الإلهي (يستجيب لك الرب في يوم شدتك، ينصرك اسم إله يعقوب).
أو على الأقل يمكنك أن تعزي نفسك، وتخاطب نفسك، وتقول لقلبك الذي ينتظر معونة (يستجيب لك الرب) تمامًا مثلما كان داود النبي يخاطب نفسه ويقول لها: لماذا أنت حزينة يا نفسي ولماذا تئنين في داخلي؟ اتكلي على الله...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
قُلْ هذا المزمور بكل إيمان. وشجع به نفسك في وقت الضيق، حتى لا تيأس ولا تتضايق ولا تتعب. شاعرًا انه كما أن عبارات هذا المزمور قد تحققت في الماضي، هي أيضًا تتحقق اليوم وفي كل حين ومع كل مؤمن في ضيقته...
هذا المزمور يمكن أن تصليه أيضًا من أجل أحبائك...
تصليه من أجل غيرك من الناس... تعرف أن إنسانا ما في شدة، فتقف أمام الله، كما لو كنت توجه هذا الكلام إلى نفس ذلك الإنسان، وتقول له (يستجيب لك الرب في يوم شدتك).. إنها عبارة دعاء منك إلى نفس متعبة، تطلب لها من الرب معونة.
يستجيب الرب لصلاتك، لصومك، لنذورك، لتذللك...
كما استجاب لصلوات وأصوام وتذلل أهل نينوى، وكما استجاب لصلوات وأصوام وتذلل إستير وشعبها. والأمثلة كثيرة.
دموعك أمام الله محجوزة ومخزونة في زق عنده، لا ترجع فارغة، بل يستجيب لها الرب، كما استجاب لدموع القديسة مونيكا أم أوغسطينوس، وكما استجاب لدموع حنة ولنذورها، ومنحها ابنا هو صموئيل.
إذن اطمئن، إن الله لا يتغير. فكما عامل هؤلاء، سيعاملك أنت أيضًا. آمن برحمته وحنانه وحبه، وسترى منه عجبًا.
إن كان الله يستجيب في كل حين، فبالحري في وقت الشدة، حينما يكون الإنسان محتاج ولا عون له. لذلك فان الكنيسة تصلي لأجل جميع الذين هم في شدة.
تصلي من أجل الذين في الطابق وفي السجون، والذين في السبي أو في النفي، والمقبوض عليهم في عبودية مرة... وتصلي من أجل كل نفس متضايقة، ومن أجل المرضى والمسافرين...
تصلي من أجل صغيري القلوب، ومن أجل الذين في العاصف، لكي يكون الرب عزاء لهؤلاء، وميناء لأولئك.
وتصلي من أجل العاجزين والمنقطعين، والذين ليس لهم أحد يذكرهم. تقول للرب (يا عون من لا عون له، ويا رجاء من ليس له رجاء) وتقول لكل إنسان متضايق، عبارة المزمور (يستجيب لك الرب في يوم شدتك)..
إنه مزمور من داود. ومزمور أيضًا من أجل داود.
يقول بعض المفسرين: انه نشيد كان يُقال للملك، وهو ذاهب إلى الحرب.
يرتل له الكهنة هذا المزمور، ويرتل له الشعب، كمباركة من الجميع للملك، أو كدعاء له أن يكون الرب معه، ويستجيب له وينصره...
وأنت أيضًا ملك، ولك حروب...
أنت تملك هذا الفكر، وهذا القلب، وهذه النفس، وهذه المشاعر، وهذا الوقت، وهذه الحياة. ولك فيها حروب ولك فيها شدة...
جميلٌ أن ترى الشعب يصلي لأجل الملك. والكنيسة تفعل هكذا باستمرار، فتصلي من أجل الرؤساء. وبولس الرسول يدعو للصلاة من أجل كل من هو في منصب (1تي 2: 2)، فيقول له (يستجيب لك الرب في يوم شدتك).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/the-lord-answer-you/sing-to-you.html
تقصير الرابط:
tak.la/9qq9vq6
