كلمة "مع مخافتك". كلمة جميلة ولطيفة. لماذا؟ لأن البعض حينما يبدأ حياته مع الله... أحيانًا ينسى مخافة الله وسط محبة ربنا. ويقول المحبة تطرد الخوف إلى خارج.
صحيح أن الرسول يقول "المحبة الكاملة تطرد الخوف إلى خارج" (1يو18:4). لكن من فينا وصل إلى المحبة الكاملة؟! الذي وصل إلى المحبة الكاملة، وصار العالم عنده مثل النفاية واستطاعت محبة الله فيه أن تحرق كل شهوة عالمية. مثل هذا لا يخاف.
أما نحن فلم نصل إلى درجة الكمال هذه... لم نصل إلى المحبة الكاملة التي فيها نحب الله من كل القلب والفكر والإرادة... ما زال العالم له موضع فينا، ولذلك نحن نخاف...
يقول الرسول "سيروا زمان غربتكم بخوف" (1بط17:1). وأيضًا "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة" (في 12:2). نخاف لأن "عدونا مثل أسد زائر يلتمس من يبتلعه" (1بط8:5). نخاف لأن الخطية "طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء". نخاف لأن كثيرين بدأوا بالروح وكملوا بالجسد. نخاف لأننا لسنا أقوى من الجبابرة الذين سقطوا. لسنا أقوى من داود، لسنا أحكم من سليمان. لسنا أقوى من ديماس الذي أحب العالم الحاضر (2تي10:4). لسنا أقوى من الرسل والأنبياء الذين سقطوا. مَنْ يعرف؟
امنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس بكل سلام مع مخافتك. لتكن مخافة الله في أعيننا باستمرار. أي ليكن الخوف نوعًا من أنواع الهيبة والتوقير لإلهنا الصالح...
إن الذي لا يخاف، يستكبر لذلك يقول الرسول "لا تستكبر بل خف" (رو22:11). امنحنا يا رب أن نكمل كل أيام حياتنا في مخافتك.
الإنسان الخائف الله لا يمكن أن يعمل خطية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. قيل عن قاضي الظلم أنه شخص لا يخاف الله. الإنسان الذي لا يخاف الله، يستهتر ويسلك حسب هواه ولا يهتم... لماذا نستطيع أن نرتكب الخطية أمام الناس، ونخاف كلام الناس، ونخاف أفكار الناس، ونخاف فضيحة الناس، أما الله فلا نخاف منه.
إن كل خطية نرتكبها ندل بها على أننا لا نخاف الله.
الشخص الذي يخاف الله هو الشخص الذي لا يرتكب خطية مهما كانت في السر، مهما كان بعيدًا عن أعين الناس. لأن الله موجود أمام عينيه، فكيف يخطئ ويفعل هذا الشر العظيم أمام الله؟!
لو تتبعتم كلمة الخائفين من الله، تجدونها كثيرة في الكتاب المقدس وبخاصة المزامير. مفروض أننا نخاف الشر، نخاف الخطية والسقوط، ونخاف ضعفنا لكن ليس الخوف خوف الجبناء، وإنما المخافة التي تدفعنا في أن نتمسك بالله بالأكثر. ونحتاط أكثر، ونحترس أكثر. ونجاهد أكثر.
ليس خوفًا يدعو إلى اليأس والجبن، وإنما مخافة تدعوا إلى مزيد من الحيطة والاحتراس والجهاد والصلاة.
امنحنا أن نكمل هذا اليوم... مع مخافتك...
هنا خرج المُصَلّي من الشكر إلى الطلب.
بدأ بالشكر ثم تحول إلى الطلب. ولما دخل في الطلب طلب أولًا ملكوت الله وبره. امنحنا أنك نكمل هذا اليوم... مع مخافتك. يطلب ملكوت الله، يطلب أن يعيش عيشة طاهرة في مخافة الله.
وحينما تردد هذه الطلبة في صلاتك، تذكر ما هي الأشياء التي في حياتك تدنس هذا اليوم المقدس؟ تذكرها واعرضها أمام الله في قولك "امنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس.."، كذلك قل نجني من كذا وكذا. وضع مخافتك أمامي في كل حين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/thanksgiving-psalm-50/your-fear.html
تقصير الرابط:
tak.la/cw9j8pz