لأن الشيطان كما يقول القديسون فتال حبال. إنه يفتل حبالًا ويعمل شباكًا، لكي يوقع الناس في شباكه. إنه ينصب فخاخًا ونحن نطلب من الله أن ينجينا من كل فعل الشيطان، لكي نغنى مع داود ونقول "الفخ انكسر ونحن نجونا. مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لأسنانهم" (مز7:124).
كما فعل الشيطان سواء كان فعلًا مباشرًا من الشيطان، أو كان الشيطان مجرد وسيط فيه. كأن يتكلم على لسان أحد البشر، أو يسلط علينا أحدًا من البشر. سواء اشتغل بنفسه أو أشترك الناس الأشرار معه. كل فعل الشيطان.
الكنيسة تصلي باستمرار أن ينجينا الرب من فعل الشيطان. حينما يعتمد إنسان فإن الكنيسة تدهنه بزيت الغاليلاون وتطلب أن يمنع الله عنه كل حيل وتجارب الشيطان، وكل فخاخ الشيطان، وكل مكر الشيطان. لأن الشيطان يستطيع أن يظهر بضربة شمال، يخدع بضربة يمين. إن لم يقدم لك الخطية حلوة وشهية، يقدم لك البر في أسلوب فوق طاقتك، ويحاربك به، ويوقعك في المجد الباطل. يحارب على كل حال، لكي يسقط على كل حال قومًا.
 |
نحن نطلب من الله أن ينجينا من كل فعل الشيطان. فإن الله أقوى من الشيطان، ولأن الشيطان لا يستطيع أن يتصرف من تلقاء ذاته، بل في كل تجربة يأخذ سماحًا من الله.
عندما أتى الشيطان بكل قوته وضرب أيوب الصديق، أتى أولًا بسماح من الله. فما دامت المسألة واقعة في يد ضابط الكل، وما دام الشيطان لا يستطيع أن يتصرف من ذاته، إن لم يأخذ سماحًا، فنحن نطلب من الله ضابط الكل هذا، أن لا يسمح له، وإن سمح ينجينا من الشيطان.
نحن لا نحاف الشيطان كقوة قائمة بذاتها، فالوثنيون قديمًا كانوا يظنون أن هناك إلهين: إله للخير وإله للشر. أما الكنيسة فلا تؤمن بأفكارهم، فليس هناك إله للشر. لا يوجد الشيطان كقوة قائمة بذاتها، تعاكس الله... الشيطان أيضًا من خليقة الله. غير أن الله لم يخلقه شيطانًا، بل ملاكًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهو الذي حَوَّل نفسه إلى شيطان. فما دام هو خليقة من خلائق الله، وما دام هو تحت سلطان الله فنحن نطلب من الله -الذي هو خالقه ومسيطر عليه- أن ينجينا من أفعاله.
الشياطين ضعفاء أمام قوة الروح العامل فيكم.
القديس العظيم الأنبا أنطونيوس كلم أولاده في مقالة طويلة عن ضعف الشياطين وخوف الشياطين، وأنه لا يصح أن نخاف منهم. بل هم الذين يخافون منا. مقالة طويلة نشرها القديس أثناسيوس الرسولي في كتابه عن حياة الأنبا أنطونيوس. لذلك فإن القديسين كانت لهم سيطرة عجيبة على الشياطين. كانت لهم قوة. كانت الشياطين تخاف منهم... فلا تخافوا من الشيطان.
فإذا بدأ الشيطان يحاربك: قل له "إننا أخذنا قوة من المسيح ضد جميع الشياطين". مَنْ هو هذا الشيطان الذي يحاربك؟
إنه لا يحتمل مزمورًا منك. ولا يحتمل صلاة من صلواتك. وشيء أكثر من هذا، إنه لا يستطيع احتمال تواضعك.
إذا أردت أن ينجيك الرب من كل فعل الشيطان، اسلك في التواضع. فقد أتى الشيطان إلى القديس الأنبا مقاريوس الكبير وقال له "ويلاه منك يا مقارة، أي شيء أنت تعمله، ونحن لا نعمله؟! أنت تصوم، ونحن لا نأكل. أنت تسهر، ونحن لا ننام. وأنت تسكن في البراري والقفار، ونحن كذلك. ولكن بشيء واحد تغلبنا، بتواضعك". قال ذلك لأن التواضع يخزي الشياطين. إذا رآك الشياطين متواضعًا، ينظرون فيك صورة المسيح الذي حطمتهم وهزمتهم، بتواضعك ويخافون منك.
في انسحاق اطلب من الرب أن ينجيك من الشياطين...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/thanksgiving-psalm-50/work-of-Satan.html
تقصير الرابط:
tak.la/j6p7m8j
