نشكر الله لأنه حفظنا وقبلنا إليه. كلمة "قبلنا إليه" عبارة لطيفة جدًا. لأنه لما نخطئ في حق الناس يرفضوننا. إن تكلم واحد منا عن غيره كلمة غير لائقة يقول "لا أريد أن أرى وجه هذا الإنسان مرة أخرى"، وحتى أن جاء ذلك الأخ ليعتذر إليه قد يرفض مقابلته.
ونحن نخطئ أمام الله خطايا عديدة. نتحدى سلطانه، ونجدف عليه، ونكسر وصاياه، وننجس أقداسه وهيكله. ثم نقف أمامه ونقول له "أبانا"! أهذه تصرفات أولاد الله؟
ولكن نشكر الله لأنه قبلنا إليه، على الرغم من كل تعدياتنا، على الرغم من كل سقطاتنا ونجاستنا. إن الله يقبلنا إليه ويقول "من يقبل إلى لا أخرجه خارجًا" (يو37:6).
ربنا طويل الأناة، باستمرار فاتح ذراعيه "لا يخاصم إلى الأبد ولا يحقد إلى الدهر" (مز103) نشكره لأنه قبلنا إليه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. مجرد وقوفنا أمام الله، مجرد أن الله يرضى أن يسمع صلواتنا، مجرد أن الله يدخلنا إلى بيته أو هيكله، مجرد أن الله لا ينزع روحه منا، كل هذه الأشياء نشكره عليها لأنه قبلنا إليه.
أنت يا رب طيب. مهما أخطأنا في حقك، لا تزال تقبلنا إليك. الناس لا يقبلوننا مع أنهم أشرار مثلنا. لكن أنت القدوس الكلي القداسة تقبلنا إليك. أنت باستمرار فاتح ذراعيك.
أشكر الله يا أخي من أجل هذا، كلما تكثر خطيتك أمامك، كلما تشعر أن خطيتك بشعة في عينيك، وعلى الرغم من كل ذلك ترى الله لا يزال يحتفظ بك كابن.
إنه قال عن الابن الضال الذي ترك بيته وبدد أمواله "ابني هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد" (لو32:15). ما هذا يا رب حتى وهو ميت وضال تعتبره ابنك؟!.. "نعم أعتبره ابني". بل أن الله لما رأى ذلك الابن من بعيد تحنن وركض وعانقه وقبله. كل هذا يدعونا أن نشكر الله لأنه يقبلنا إليه.
"لم يصنع معنا كحسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا. لأنه مثل ارتفاع السموات فوق الأرض، قويت رحمته على خائفيه. كبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا. كما يتراءف الأب على البنين يتراءف الرب على خائفيه" هكذا قال داود (مز10:103-13). فنحن نشكر الله لأنه قبلنا إليه.
ولعل أحد يسأل هل كل خطية لها مغفرة؟
في إحدى المرات سأل أخ أحد القديسين عن هذا الموضوع فقال له: إن الله يأمر أن تغفر لأخيك إذا أخطأ إليك في اليوم 7 مرات سبعين مرة. فإن كنت أنا الإنسان البشري ممكن أن أغفر لأخي 7×70 في اليوم الواحد، فكم بالأولى الله الذي لا تنتهي مراحمه؟!
إن الله حينما يقبلنا إليه إنما يجعلنا نخجل أمام أنفسنا، لأن ربنا لا يكافئ الشر بالشر، وإنما يعامل الخطاة بتحنن، ويعاملنا بشفقة، لا يصنع معنا حسب خطايانا.
فلنشكر صانع الخيرات لأنه سترنا وأعاننا وحفظنا وقبلنا إليه وشفق علينا وعضدنا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/thanksgiving-psalm-50/accepted-us.html
تقصير الرابط:
tak.la/twtr5wh