• إنه بسببها وقعت أشد عقوبات الله على الأرض:
1. ماذا كانت أشد عقوبة أوقعها الله على الأرض في العهد القديم؟ إنها بلا شك عقوبة الطوفان حيث قال الرب: «أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته... نهاية كل بشر قد أتت أمامي... لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد» (تك 6: 13، 7، 3). هذه هي عقوبة الإفناء الجبارة التي لم يحدث مثلها. فماذا كان سببها؟ إنه الزنى. يقول الكتاب: «وحدث لما إبتدأ الناس يكثرون على الأرض، وولد لهم بنات، أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات» (تك 6: 2،1).
2- إن بلعام الذي إستأجره بالاق ليلعن إسرائيل، كان يعرف ما قاله القديس بولس الرسول فيها بعد أنه: «بسبب هذه الأمور يأتي غضب الله على أبناء المعصية»، لذلك رأى أن أفضل وسيلة لإهلاكهم هي أن: «يأكلوا ما ذبح للأوثان ويزنوا» (رؤ 2: 14). وحدث ذلك فعلًا وتحققت ضلالة بلعام، إذ يقول الكتاب: «وأقام إسرائيل في شطيم، وابتدأ الشعب يزنون مع بنات موآب» (عد 25: 1). فحل غضب الرب على الشعب، وضربهم بالوبأ. ولم ينقذهم منه إلا فينحاس الذي قام بغيرة مقدسة وقتل الرجل الإسرائيلي والمرأة التي يزني معها: «فامتنع الوبأ عن إسرائيل. وكان الذين ماتوا بالوبأ أربعة وعشرين ألفا» (عد 25: 9). ومدح الرب فينحاس لأنه رد سخطه عن الشعب وإلا كان سيفنيهم...
3- وبسبب الزنا أيضًا حرق الرب سدوم وعمورة «فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتًا ونارًا من عند الرب من السماء. وقلب تلك المدن وكل الدائرة وجميع سكان المدن وبنات الأرض» (تك 19: 24، 25). وتذكر القديس يهوذا الرسول هذه الحادثة المرعبة، فقال: «كما أن سدوم وعمورة والمدن التي حولهما، إذ زنت على طريق مثلهما، وذهبت وراء جسد آخر، جُعلت عبرة، مكابدة عقاب نار أبدية» (يه 7). ونحن نعلم أنه قبل حرق هاتين المدينتين، وبسبب الزنى أيضًا، ضرب الملاكان كثيرًا من أهل سدوم بالعمى (تك 19: 11). ثم إحترق هؤلاء الزناة عميانًا.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
4- وبسبب الزنى أيضًا كاد يفنى سبط بنيامين كله (قض 20). وبسببه أهلك الله كثيرين عندما زنوا ببنات موآب... وفي ذلك قال الرسول: «ولا تزن كما زني اناس منهم، فسقط في يوم واحد ثلاثة وعشرون ألفًا» (1 كو 10: 8).
5- وبسبب الزنا حكم بولس الرسول على خاطئ كورنثوس حكمًا خطيرًا جعله يكاد يُبتلع من الحزن المفرط، إذ قال: «أن يسلم مثل هذا الشيطان لهلاك الجسد لكی تخلص الروح في يوم الرب يسوع» (1كو 5: 5).
6- وبالإضافة إلى هذه الأمثلة من العقوبات الشديدة على الأرض، توجد أيضًا عقوبة سماوية، وهي الهلاك الأبدي. وفي ذلك يقول بولس الرسول: «لا تضلوا، لا زناة، ولا عبدة أوثان، ولا فاسقون، ولا مأبونون، ولا مضاجعو ذكور، ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله» (1 كو 6: 9، 10) ونلاحظ هنا أن القديس بولس وضع اسم الزناة قبل عبدة الأوثان مما يدل على خطورة هذه الخطية وبشاعتها. وماذا أيضًا عن خطورة هذه الخطية؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-7-10/severe-punishments.html
تقصير الرابط:
tak.la/v4c8qha