إن المشكلة الجنسية كلها تتركز في التوجيه الخاطئ أو التوجيه الجسداني لهاتين النقطتين: الطاقة والعاطفة.
فالطاقة حرارة زائدة في الجسد هي من خواص سن الشباب وإذا لم يحسن توجيهها فما أسهل عليها أن تدمره جنسيًا. وقادة الشباب ورجال التربية يحاولون إستهلاك هذه الطاقة عن طريق الرياضة البدنية والرحلات ونواحي النشاط المختلفة للشباب فكريًا وجسديًا. بينما رجال الروح يهمهم إستغلال هذه الطاقة في العبادة والخدمة والأمانة في العمل والنشاط داخل الكنيسة...
أما من جهة العاطفة، فإن سن الشباب سن عاطفة وإندفاع، وبخاصة لو كان الشخص عاطفيًا وحساسًا بطبعه. يضاف إلى هذا أن البعض قد يكون محرومًا من هذه العاطفة في بيته أو بيئته، وقد يكون لأسباب خاصة محرومًا من الحب والعطف والحنان والتجاوب العاطفي، ومشكلته هي التعويض عن كل هذا بطريقة خاطئة.
أما الإنسان الشبعان عاطفيًا، فإنه يكون أقل تعرضًا للسقوط من الناحية الجنسية. فيجب إشباع عاطفة الشباب بطريقة روحية سليمة.
وأفضل وسيلة لهذا هي محبة الله التي لا يوجد أعمق منها، والتي عندما وجدها أناس تركوا الأهل والأصحاب والمال والمراكز وكل شيء من فرط محبتهم للملك المسيح. وترتبط بمحبة الله بمحبة الكنيسة والغيرة عليها والإلتهاب من أجل خلاص أنفس الناس ووصولهم إلى الرب والتصاقهم به. ومن هنا كانت الخدمة عاملًا أساسيًا في إشباع الإنسان عاطفيًا على مستوى روحي أعلى وأعمق بكثير من المستوى الجسدي.
وعمومًا نرى الأشخاص المداومين على وسائط النعمة. والملتصقين بمحبة الله، والنشطاء في الخدمة هم أقل سقوطأ في الناحية الجنسية.
وعندما تضعف روحيات الإنسان، تبدأ الخطية أن تحاربه.
إن مجرد زيارة مريض، أو تعزية حزين، أو الجلوس مع الأطفال في مدارس التريبة الكنسية، أو الجلوس مع الأطفال في أحد الملاجىء... كافية لملء القلب بمشاعر سامية قادرة على نسيان كل ما يتعلق بالمسائل الجنسية... إنما يشترط أن يواظب الإنسان على الخدمة في عمق وفي حب وبطريقة روحية...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
يبقى بعد ذلك...
يبقى بعد ذلك أن نقول إن حياة الطهارة والعفة تحتاج إلى معونة خاصة من الروح القدس، ويأتي ذلك بالحياة الروحية والمدوامة على الصلاة.
وتحتاج أيضًا أن يبعد الإنسان عن إدانة الآخرين. لأنه بادانة الآخرين يحدث أن تتخلى النعمة قليلًا عن الإنسان فيسقط حتى يشعر بضعفه فلا يدين غيره.
إلهنا الصالح الحنون الذي منح العفة لأوغسطينوس وبيلاجيه ومريم القبطية وكثيرين من الذين سقطوا، هو قادر أن يمنحها لكل شعبه وبخاصة المحاربين والمذلين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-7-10/energy-emotion.html
تقصير الرابط:
tak.la/nv4d7tj