غلطة الوالدين أن حنانهما في غالبية الأوقات يكون حنانًا جسديًا. أما الحنان الروحي فهو غير موجود.
يأتي الصوم، فماذا يسمع الأبناء من والديهم؟ "يا أولاد، أنتم صحتكم ضعيفة، فلا تصوموا"!! وماذا عن صحتكم الروحية؟ للأسف الشديد لا تدخل مطلقا في برنامج تربية الوالدين لأبنائهم! المهم أنهم يريدون لهم أن يسمنوا، ويكبروا. كما كانت وظيفتهم فقط هي تربية لحوم! أو كما لو كانوا آباء وأمهات للأجساد فقط وليس للابن كله، كإنسان كامل، بجسده وروحه.
ما أجمل أن يأتي الصوم، فتقول الأم القديسة لأولادها: "يا أولادي، لا يصح أن يمر علينا هذا الصوم بدون أن نستفيد روحيًّا. لازم نذل أجسادنا لكي تحيا أرواحنا وتنمو. لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان". حينئذ الأولاد إلي أمهم باحترام، ويقولون: "أمنا هذه قديسة".
أما إن أمرتهم بعدم الصوم، وإنضم الأب لها في هذا الرأي، فأية فكرة إذن سيأخذها الأبناء عن والديهم؟ بلا شك سيحاربهم الفكر بأن والديهم بعيدان عن الحياة الروحية، وأن همهما كله في الجسد وشكله ونموه!!
ما أبشعها خطية أن يأخذ الابن فكرة سيئة عن والديه، ويقل تقديره الداخلي لهما!! ولكن ما هو السبب في هذه الخطية، سوي العثرة التي يراها في حياة والديه وطريقة تفكيرهما..!
لماذا لا يكون الآباء روحيين، والأمهات روحيات؟! ما أحلي -إذا لا حظ الأب في يوم ما أن ابنه مقصر في واجباته الروحية- أن يقول له: "أنا شاعر يا أبني إنك في فتور روحي، سأهديك كتابا من سير القديسين قرأته قديما وتأثرت به. أقرأه فتستفيد" أو "تعال بنا لنصلي معًا"..
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
العجيب أن كثيرًا من الشبان المتدينين والشابات المتدينات، يجدون أن الأب والأم هما اللذان يعرقلان نموهم الروحي!! ويقفان عقبة في طريقهم نحو الله: يعطلان صلاة الأبناء، ويعطلان صومهم، ويعطلان عبادتهم وتدينهم، ويعطلان ذهابهم للاجتماعات الدينية!! ويكثران التوبيخ إذا أمتنع الأولاد عن بعض المتع التي لا تريح ضمائرها
ويظن هؤلاء الآباء أن تلك المتع ما دامت لا تضرهم هم ولا تعثرها، فبالضرورة هي أيضًا لا تعثر أولادهم!! ناسين الفارق في السن ونوع الحياة!
لست أدري كيف سيقدم هؤلاء الآباء والأمهات حسابًا أمام الله عن حياة أولادهم الروحية..؟!
أما عن التكريس فهو مشكلة المشاكل دائمًا مع الوالدين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/sjs2qyq