يقول الكتاب: "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته" (تك24:2،مت 5:19،أف 31:5). فلا يصح أن يضحي الرجل بزوجته إكرامًا لأبيه وأمه. إني أنصح باستمرار، من أجل سلامة الأسرة، أن يسكن كل زوجين جديدين في بيت مستقل، بعيدًا عن الاحتكاك بالأب والأم.
فالأم التي تحب أن يظل أبنها في حضنها وبيتها بعد أن يتزوج، هي أم تكسر الوصية القائلة: "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته".
فإن سكن الابن وحده، وظلت أمه تعيره بأنه ابن عاق، وأنه ترك أمه ونسي تعبها فيه! فهذا الكلام لا يصح أن يقال بل الأم الحكيمة هي التي تساعد أولادها وبناتها على الارتباط بأزواجهم.
الأم الحكيمة إذا أتتها أبنتها غضبانة من زوجها، لكي تقيم معها في البيت، تقول لها: "لا يا بنتي هو بيت زوجك. ارجعي إلي زوجك واصطلحي معه لأن.الكتاب المقدس يأمرك أن تتركي الأب والأم وتلتصقي بزوجك". إن الحنان الزائف الذي تبديه الأم نحو ابنتها في تشجيعها على ترك بيت زوجها، هو سبب من الأسباب الجوهرية في كثير من مشاكل الأحوال الشخصية.
وكذلك فإن الرجل الذي يحب أمه أكثر من زوجته، ويخرب بيته من أجل طاعة الأم، هو أيضًا لا ينفذ وصية: "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته".
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ولكن ليس معنى هذا أن تستغل الزوجة هذه الآية في جهل، وتوغر قلب زوجها ضد أبيه وأمه... وتقول له الكتاب يقول: "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته". وهذه التي تقسي قلب زوجها ضد أبيه وأمه، لا تظنوا مطلقًا أنه سيحبها أكثر من والديه. لأن محبة الوالدين هي محبة طبيعية تجري في الدم. أما محبة الزوجة فهي محبة مكتسبة تأتي بالخلطة والمعاشرة. والشخص الذي لا خير فيه لأبيه وأمه، لا خير فيه أيضًا لزوجته.
أما قول الكتاب: "يترك أباه وأمه". فالقصد منها بتركهما من جهة المسكن، ولكن لا يتركهما من جهة المحبة والاحترام والعرفان بالجميل، ولا من جهة الإعالة أيضًا في حدود إمكانياته...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6kgkgr9