|
|
بارك الرب اليوم السابع، لأنه استراح فيه. فما معنى كلمة استراح؟ وهل الله يتعب حتى يستريح؟ أم أن هذه الراحة ترمز إلي معنى آخر كبير سنفهمه الآن معًا..؟
أيهما تعب فيه الله: خلق العالم، أم عملية الفداء؟ إن عملية الخلق لم تكلفه سوي إصدار أمره أو تحرك مشيئته. وعلى رأي داود النبي: "لأنه قال فكان، هو أمر فصار" (مز 33: 9) ليكن نور، فكان نور، لتجتمع المياه... وكان كذلك. لتخرج الأرض عشبًا وبقلًا، فأخرجت الأرض عشبًا وبقلًا... أي تعب في هذا؟ لا شيء...
أما التعب الحقيقي فكان في الفداء. إستلزم ذلك منه أن يتجسد: يخلي ذاته ويأخذ شكل العبد. ويتعب، ويهان، ويصلب، ويتألم، ويموت، ويقوم... هذا هو التعب الحقيقي.
لذلك فإن راحة الرب الحقيقية كانت بعد تخليص الإنسان. لم تكن راحة يوم السبت سوي رمز للراحة الحقيقية بعد الفداء.
في يوم الجمعة قضى على الخطية بالموت، ولكن بقي أن يقضي على الموت الذي هو أجرة الخطية (رو 6: 23). وقد فعل ذلك يوم الأحد، عندما قضى على الموت بالقيامة. وهكذا استراح الرب من عمله. لأنه ما فائدة خلقه البشر، إن كان البشر يذهبون جميعهم إلي الموت والهلاك؟!
إن الرب لم يتعب في خلق الإنسان، وإنما تعب حقًا في تخلصيه، لذلك أصبح السبت الأول مجرد رمز.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
إن كلمة سبت كلمة عبرانية معناها راحة. وقد استراح الله حقًا في يوم الأحد، بعد أن دان الخطية، وإنتصر على الموت. لذلك نسميه يوم الرب، الذي قال عنه داود: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فنفرح ولنبتهج فيه". إنه السبت بمعناه الروحي لا الحرفي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-1-4/lord-rest.html
تقصير الرابط:
tak.la/48b9a6w
