St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   temptation
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب التجربة على الجبل - البابا شنوده الثالث

17- حقوق البنوة

 

إنه لا يفهم البنوة التي تخلى ذاتها، وتأخذ شكل العبد، وتطيع حتى الموت، موت الصليب (في 2: 7، 8). لا يفهم البنوة التي تبذل، بل التي تأخذ، ولا يقبل أن تجوع. تمامًا مثل تفكير الابن الكبير، في خطيئته إذ قال لأبيه "ها أنا أخدمك سنين هذا عددها... وجدي لم تعطني قط، لأفرح مع أصدقائي" (لو 15: 29).

St-Takla.org Image: Details: La tentation de Saint Antoine (The Temptation of St. Anthony), 1878, Félicien Rops صورة في موقع الأنبا تكلا: تفاصيل من لوحة محاربات القديس أنطونيوس، 1878، الفنان فيليسيان روب

St-Takla.org Image: Details: La tentation de Saint Antoine (The Temptation of St. Anthony), 1878, Félicien Rops

صورة في موقع الأنبا تكلا: تفاصيل من لوحة محاربات القديس أنطونيوس، 1878، الفنان فيليسيان روب

ولكن السيد المسيح لم يطلب لنفسه حقوقًا كابن..!

وهنا أعجب من الذين يقولون لكل مؤمن مبتدئ يجب أن تطالب بحقوقك كابن ووريث وشريك مع المسيح!!

مَن نحن الذين نطالب لأنفسنا بحقوق، بينما الابن الوحيد للآب السماوي المساوي له في الجوهر، رفض أن يستخدم حقوقه الطبيعية كابن، أو رفض استخدام طبيعته كابن، أو أقنومه كابن.

حقًا، كان جادًا في إخلائه لذاته.

كان بإمكانه أن يحول الحجارة إلى خبز، بل أن يقدم الخبز، حتى بدون حجارة، كما في معجزة إشباع الجموع.

استطاع أن يخلق الخبز، الذي أشبع خمسه آلاف والذي امتلأت بما فضل منه اثنتا عشرة قفة (مر6: 35: 44). فعل نفس الوضع في معجزة إشباع الجموع الأخرى من السبع خبزات (مر 8: 2-9).

فعل ذلك من أجل غيره، وليس من أجل نفسه.

وكان الدافع هو الإشفاق. إذ قال لتلاميذه في ذلك "إني أشفق على الجمع، لأن لهم الآن ثلاثة أيام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون. وإن صرفتهم إلى بيوتهم صائمين، يخورون في الطريق" (مر 8: 2، 3).

 

إذن بإمكانه أن يوجد الخبز، ولو يخلقه خلقًا. ولكنه لم يفعل. فلماذا؟

 

أولًا: لأنه كما قلنا، كان قد وضع مبدأ لنفسه أنه لا يستخدم لاهوته لأجل راحة ناسوته.

 

ثانيًا: لأنه لا يليق به أن يسمع لمشورة الشيطان، كما فعلت حواء وآدم من قبل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهذا يذكرنا بقصة قيلت عن القديس أنطونيوس الكبير: إن الشيطان أيقظه ذات ليلة من النوم لكي يصلي. ولكن القديس رفض مشورة الشيطان، حتى لو اتخذت أسلوبًا روحيًا. وقال له "إني أصلى متى أريد. ولكن منك أنت لا أسمع"...

 

ثالثًا: إن الشيطان لا يمكن أن تكون له نية سليمة في أية مشورة يقدمها..!

فهو لم يقل ذلك إشفاقًا على السيد من الجوع. وإنما كان يريد أولًا أن يعرف طبيعته هل هو ابن الله حقًا؟ لا ليؤمن به، بل ليحارب الإيمان به، ويحارب رسالته في الفداء...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/temptation/rights.html

تقصير الرابط:
tak.la/693zarj