إنها قواعد أربع، وضعها لنا الكتاب المقدس في حديثه عن التجارب، وهي:
1- لا يسمح الله بتجربة هي فوق طاقتكم البشرية.
إن الله يعرف احتمال كل واحد منا. ولا يسمح أن تأتيه التجارب إلا في حدود احتمال طاقته البشرية. وفي ذلك يقول الكتاب "ولكن الله أمين، الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون" (1 كو 10: 13).
ولعلك تقول: ما أصعب التجربة التي وقعت على أيوب الصديق، في موت كل أولاده، وضياع كل ثروته، وفَقْد صحته، وتخلي كل أصحابه... من يستطيع أن يحتمل كل هذا؟!
أقول لك: لولا أن أيوب كان بإمكانه احتمال التجربة، ما سمح الله بها له.
إن القامة الروحية الجبارة التي لأيوب، كانت تناسب التجربة الهائلة التي وقعت عليه فقد كان أيوب رجلًا كاملًا ومستقيمًا، وليس مثله في الأرض (أى 2: 3).
لا تخف إذن، لو كنت في قامة أيوب لأمكن أن يسمح الله لك بتجارب مثل تجارب أيوب. أما وأنت في ضعفك، فإن الله لا يسمح لك إلا بما تقدر على احتماله.
هل تخاف أن تحدث لك تجارب مثل التي حدثت للقديس الأنبا أنطونيوس؟! هذا الذي ظهرت له الشياطين بهيئة وحوش مفزعة مخيفة، والذي ضربته الشياطين حتى تركته يومًا بين حي وميت أطمئن. لن يحدث لك هذا، إلا إذا وصلت إلى الدرجة التي تحتمل فيها مثل القديس أنطونيوس، وتنتصر مثلما انتصر...
الشرط الثاني ومعها المنفذ:
2- تأتي التجربة ومعها المنفذ:
أي تأتي ومعها الحل. فلا توجد تجربة هي ظلمة حالكة السواد، بدون أية نافذة من نور. بل هوذا الكتاب يقول عن الله "بل سيجعل مع التجربة المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوا" (1 كو 10: 13)..
لهذا ليس هناك داع لأن بيأس أحد في وقت التجربة - فلكل تجربة حل، بل حلول.
لا تنظر إلى التجربة في شدتها الحاضرة. إنما أنظر إليها في رجاء يرى الحل الإلهي قادمًا، حتى إن كانت العين البشرية لا تراه الآن، ولكنها تراه بعين الإيمان التي تعرف تمامًا محبة الله وقدرته على الحل...
إن التجربة تأتي ومعها النعمة، ومعها المعونة الإلهية، ومعها الحفظ والحلول...
وحتى إن كنت أنت من النوع الذي لا يحتمل، فالله قادر وقت التجربة أن يهبك احتمالًا وصبرًا وعزاءً.
وهذا منفذ آخر للتجربة، تمر منه وتعبر، ولا تستمر ضاغطة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. إن التجارب الصعبة القوية، هي فقط للأقوياء، أمثال أيوب وأنطونيوس... وهى أيضًا للضعفاء الذين يمنحهم الله قوة وقتذاك قوة ما كانوا يتخيلونها في أنفسهم...
قاعدة أخرى ينبغي أن نضعها أمامنا في التجربة وهي:
3- التجارب التي يسمح بها الله هي للخير، أو تنتهي بخير.
وفي ذلك قال الرسول "كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله" (رو 8: 28).
ولهذا "أحسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة" (يع 1: 2).
هذا الإيمان بخيرية التجارب، يعطى الإنسان المجرب سلامًا وهدوءًا واطمئنانًا، فلا تطحنه التجربة، ولا تضغط عليه، بل على العكس تمنحه فرحًا.
4- شروط رابع للتجربة، وهو أن لها زمنًا محددًا تنتهي فيه.
فلا توجد ضيقة دائمة، تستمر مدى الحياة. ذلك في كل تجربة تمر بك، قل "مصيرها تنتهي" سيأتي عليها وقت تعبر فيه بسلام. إنما خلال هذا الوقت ينبغي أن تحتفظ بهدوئك وأعصابك، فلا تضعف ولا تنهار، ولا تفقد الثقة في معونته الله وحفظه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/temptation/conditions.html
تقصير الرابط:
tak.la/9wfdq7t