الإنسان الروحي يعطي أولًا من قلبه، بكامل حبه، قبل أن يعطي من ماله ومن جيبه. عطاؤه هو مجرد تعبير عن مشاركته القلبية في احتياجات الناس، وفي احتياجات الكنيسة.
ولكن بعض الناس قد يقدمون العطاء بغير مشاعر لمجرد التنفيذ الحرفي للوصية...!
وينسون قول الكتاب "المعطي المسرور يحبه الرب" (2كو 9: 7)... العطاء يبدأ من القلب، وليس بمجرد اليد. والمعطي روحيًا هو الذي يفرح حينما يعطي، لأنه يشعر أنه اشترك في إسعاد الناس، أو أخذ بركة المساهمة في احتياجات الكنيسة.
غير أن البعض يحاسبون الله حسابًا عسيرًا!!
يقتصرون على العشور، إن دفعوها!! ويدققون في حساباتهم جدًا، حتى لا يزيد العطاء عن العشور... وقد يدخلون فيها بعض واجباتهم الاجتماعية اللازمة نحو الأقرباء والمعارف، وما اضطروا لدفعه من مناسبات معينة لبعض المشروعات ولشئون الخدمة.
ويظهر أن القلب غير مشترك في العطاء...
وأن محبة المحتاجين غير مرتبطة بالعطاء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. بل قد يصحبه تحقيق شديد معهم، وربما انتهار للفقراء، وربما شيء من التعالي والكبرياء، وربما تأخير هذا العطاء فترة قد تطول.
ونظن أننا نعطي. وننسى عبارة "مِن يدك أعطيناك" (1 أي 29: 14). وكأن العطاء مجرد ضريبة ندفعها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spiritual/give.html
تقصير الرابط:
tak.la/2x9c66n