من المفروض أن يحترم الأبناء آباءهم وأمهاتهم. فالكتاب يقول "أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض" (خر12:20). "لكي يكون لك خير على الأرض" (تث16:5). وقد علق القديس بولس الرسول على هذه الوصية، بأنها "أول وصية بوعد" (أف2:6).
ويكون احترام الإنسان لأمه، ليس مجرد مركزها العائلي كأم. ولكن حبذا لو كان ذلك أيضًا بسبب تقديره لعقلها وحكمتها وحسن مشورتها، وحسن تصريفها وتدبيرها لأمور الأسرة. ولا تكون مثل بثشبع أم سليمان الملك، التي جاءته في طلب، فقام عن كرسي ملكه وسجد لها، وأجلسها على يمينه... ولكن لما طلبت منه طلبًا شعر أنه ضد الشريعة، لم يستجب لها، بل عاقب من جاءت تتوسط لأجله وأمر بقتله (1مل 19:2-25).
هناك إذن فرق بين الاحترام للمركز، واحترام الصفات والشخصية.
والأم الحكيمة العاقلة، هي الأم التي يحترمها أبناؤها للأمرين معًا. حتى لو لم تكن أما، لا يقل احترامهم لها. فشخصيتها توجب الاحترام. وكلامها يجب تنفيذه، ليس لأنه مجرد كلام أم، بل بالأكثر لأنه كلام منفعة، كله حكمة وفائدة...
هذه هي الأم التي لها مواهب وشخصية، وحياة ماثلة. إنه احترام من عمق القلب والعقل، لأنها موضع ثقة.
غير أن بعض الأمهات للأسف، يطلبن الاحترام والطاعة، في مواقف وأوامر خاطئة لا يمكن للابن الحكيم أن يطيعها!!
كما حدث لبثشبع مع ابنها سليمان الحكيم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى... وإن حدث لمثل هذه الأم إن خالفها ابنها، أن تثور عليه وتوبخه. وتقول له: أبهذا الأسلوب تكلم أمك؟! وأين هي الطاعة التي أمرك بها الرب؟! ونفس الوضع بالنسبة إلى الأب المخطئ في أوامره. وهكذا يقول الكتاب "أيها الأولاد، أطيعوا والديكم في الرب، لأن هذا حق" (أف1:6).
نعم، في الرب، فهذا حق. أما خارج دائرة الرب، فيقول السيد الرب "من أحب أبًا أو أمًا أكثر منى، فلا يستحقني" (مت37:10). أما "في الرب" فكل كلمة تقولها الأم، تكون موضع الطاعة، وموضع الاحترام، وموضع التنفيذ... برضى، وبشكر.
والأم الحكيمة تحترم أولادها أيضًا كما يحترمونها:
لا تهينهم، ولا توبخهم بغير سبب يستحقون عليه التوبيخ. ولا تجرح شعورهم، ولا تصغر من شأنهم. بل تكلمهم بألفاظ رقيقة، ويكونون في نظرها كبارًا تفتخر بهمم، وترفع من قدرهم أمام الكل. وتمتدح ما فيهم من حسنات، وتسر، بنجاحهم وتفوقهم...
الابن يعاملونه خارج بيته معامله طيبة وباحترام. ولكنه للأسف لا يجد في بيته نفس الاحترام الذي يجده خارجًا. فإنه في نظرهم باستمرار، صغير مهما كبر، يعاملونه في البيت كصغير لا يستحق احترامًا. وبهذا قد ينشأ الابن معقدًا، يبحث عن احترامه دائمًا خارج بيته!!
أما في البيت فقد يجد الابن العناية، ولكن ليس الاحترام.
لهذا أقول باستمرار أن الزواج يحتاج بكل تأكيد إلى مواهب تربوية، لأنه ينجب أولادًا تحتاج إلى تربية سليمة.
والأم بالذات، تحتاج بالأكثر إلى هذه المواهب التربوية، لأن الأب غالبًا ما يكون مشغولًا بعمله خارج البيت، تاركًا مسئولية تربية أبنائه على أمهم...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spiritual-happy-family/respect.html
تقصير الرابط:
tak.la/d7m79dj