الأسرة المثالية ينبغي أن تُبْنَى على أساس من التوافق.
وكما يقول البعض إن التزوج عبارة عن نصف يبحث عن نصفه الآخر...
إن الزوجين اثنان يعيشان معًا في بيت واحد، وفي حياة مشتركة طول العمر، فينبغي أن يكون التوافق بينهما تامًا.
إنهما مثل جوادين يجران عربة واحدة. ولا يمكنهما ذلك إلا إذا كانا سيرهما في اتجاه واحد، وبسرعة واحدة، وبقوة متكافئة.
يسيران معًا، ويقفان معًا، ويتجهان معًا نحو هدف واحد، ولا يضغط أحدهما على غيره. وقديمًا قال المثل:
من شروط المرافقة الموافقة.
ينبغي أن يوجد بين الزوجين توافق ديني وروحي.
يجب أن يكون اثنان مسيحيين أرثوذكسيين سليمي العقيدة والإيمان، لهما حياة روحية مرتبطة بالكنيسة.
في بعض الأحيان لا يكون الاثنان من مذهب واحد، فينضم الطرف الآخر إلى الأرثوذكسية انضمامًا شكليًا رسميًا، لإتمام الزواج، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وتظل عقيدته في داخل قلبه كما كانت قبل هذا الانضمام الصوري! ويبقى هذا الاختلاف المذهبي، وله آثاره العملية...
كذلك ينبغي أن يوجد توافق في الفكر، وفي المبادئ، وفي التقاليد، وفي طريقة الحياة.
لأنه كيف يمكن أن يرتبط الاثنان بحياة واحدة، إن لم يوجد هذا التوافق؟! وكيف يسلك الاثنان في المجتمع، بل وفي محيط الأسرة إن كان كل منهما له طريقة وله طريقته؟!
إن الاختلاف بين الزوجين، يكون له تأثيره على الأولاد.
إذ يحتار الابن أي طريق يسلك، وبأية مثالية يقتدي، وأمامه متناقضات في حياة أبويه. بل إن اختلاف الأبوين في الأسلوب، يوجد اختلافًا في طريقة تربيتهما للأولاد.
وينبغي أن يوجد توافق في الطباع أيضًا.
إذ كيف يعيش طرف جاد جدًا، مع طرف مرح جدًا؟! أو كيف يعيش شخص مدقق جدًا، مع آخر في منتهى التساهل والتسامح والتهاون؟!
وكيف يعيشان إن كان أحدهما يميل إلى الهدوء الشديد، والآخر يميل إلى اللهو والصخب وكثرة الكلام؟! كيف نحقق قول الرب "لا يصيران اثنين بل واحدًا"؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spiritual-happy-family/harmony-of-couple.html
تقصير الرابط:
tak.la/vb37sj8