العتاب
يمكن أن يتعاتب الزوجان أحيانًا، بطريقة موضوعية، بعيدة عن الحدة.
ولا يكون العتاب لأي سبب، فكثرة العتاب تزيل مشاعر الحب، وتزيل أيضًا مشاعر الاحترام، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولا يحاول كل منهما في العتاب أن يثبت خطأ زميله. ولا يكون ذلك بطريقة جارة. ودون أن يشعره في عتابه أنه فقد ثقته ومحبته وتقديره..!
ولا يعاتب على كل صغيرة وكبيرة. وكما قال الشاعر:
إذا كنت في كل الأمور معاتبًا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ظمئت، وأي الناس تصفوا مشاربه
فَعِش واحد أو صل أخاك فإنه مقارف ذنب مرة ومجانبه
لذلك ليس من الصالح أن يقيم كل منهما نفسه رقيبًا على كل تصرفات الطرف الآخر: يحاسبه ويعاتبه! ويشعره بالخطأ، ناسيًا كل أعمال محبته السابقة، أو مسيئًا للظن فيه!
ومن الخطر أن يشعر أحدهما، أنه في الزواج فقد حريته!
وأنه أصبح مقيدًا في كل تصرفاته، يحاسبه الطرف الآخر على كل كلمة، وكل زيارة، وكل ابتسامة، وكل إعجاب بأحد من الناس مهما كان إعجابًا عاديًا بريئًا. وكل ذلك في جو من الشك المتعب للنفس... وفي محاولة للمراقبة والسيطرة.
ولا يجوز أن يتحول العتاب إلى جو من النكد.
يفقد فيه البيت سلامه وهدوءه. وتعلوا فيه الأصوات، وتتجهم فيه الملامح. ويهتز الحب بين الزوجين. وربما يمتزج النكد بالبكاء، أو الشكوى من الحياة. وتهب ريح القطيعة أو المخاصمة أو التهديد بالفرقة..!
كثير من الزيجات قد فشلت بسبب النكد.
وربما لا يكون هناك سبب جوهري يدعو إليه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spiritual-happy-family/couple-admonition.html
تقصير الرابط:
tak.la/2atf4vm