St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   resurrection
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث

9- القيامة ممكنة

 

St-Takla.org Image: Resurrection of Jesus Christ, Coptic coloring image صورة في موقع الأنبا تكلا: قيامة الرب يسوع المسيح، صورة قبطية للتلوين

St-Takla.org Image: Resurrection of Jesus Christ, Coptic coloring image

صورة في موقع الأنبا تكلا: قيامة الرب يسوع المسيح، صورة قبطية للتلوين

وإمكانية القيامة تعتمد ولا شك على قدرة الله غير المحدودة.

فكلنا نؤمن أن الله قادر على كل شيء، لا حدود لقدرته الإلهية. ومهما كان الأمر يبدو صعبًا أمام الملحدين أو غير المؤمنين، أمام الذين يعتمدون على الفكر أو العلم وحدهما، فإن الله قادر على إقامة الأجساد من الموت بلا شك...

إن عملية قيامة الأجساد، أسهل بكثير جدًا من عملية خلقها من قبل...

الله الذي أعطاها نعمة الوجود، هو قادر بلا شك على إعادة وجودها... هو الذي خلقها من تراب الأرض، وهو قادر أن تعيدها من تراب الأرض مرة أخرى... بل ما هو أعمق من هذا أن الله خلق الكل من العدم. خلق الأرض وترابها من العدم، ومن تراب الأرض خلق الإنسان. أيهما أصعب إذن: الخلق من عدم، أم إقامة الجسد من التراب؟! فالذي يقدر على العمل الأصعب، من البديهي أنه يقدر على العمل الأسهل... والذي منح الوجود، يقدر بالحري أن يحفظ هذا الوجود.

نقول هذا، مهما وضع الملحدون وأنصاف العلماء من عراقيل أمام إمكانية القيامة.

وعندما أقول أنصاف العلماء، إنما أُبَرِّئ العلماء الكاملين في معرفتهم. فتصف العالم يعرف صعوبة الأمر من الناحية المادية، وفي نفس الأمر يجهل أو يتجاهل النصف الثاني للحقيقة وهو قدرة الله...

نصف الحقيقة أن الجسد قد يمتص الأرض بعض عناصره، ويتحلل جزء منه، وقد يتداخل في أجساد أخرى. والنصف الثاني أن المادة لا تفني، فأينما ذهب الجسد، فمكوناته موجودة، ومصيرها إلى الأرض أيضًا... والله غير المحدود يعرف تمامًا أين توجد عناصر الجسد، ويقدر على إعادتها مرة أخرى، بقدرته اللانهائية، وبخاصة لأنه يريد هذا، ولأنه قد وعد به البشرية على لسان الأنبياء وفي كتبه المقدسة.

وإذن القيامة في جوهرها تعتمد على الله تبارك اسمه. تعتمد على إرادته، ومعرفته وقدرته...

فمن جهة الإرادة، هو يريد للإنسان أن يقوم من الموت، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وقد وعده بحياة الخلود. وتحدث عن القيامة العامة بصراحة كاملة وبكل وضوح. وما دام الله قد وعد، إذن لا بد أنه ينفذ ما قد وعد به.

ومن جهة المعرفة والقدرة. فالله يعرف أين توجد عناصر الأجساد التي تحللت وأين توجد عظامها. ويعرف كيفية إعادة تشكيلها وتركيبها. وهو يقدر على هذا كله، جل اسمه العظيم، وتعالت قدرته الإلهية. وبكل إيمان نصدق هذا.

إن الذي ينكر إمكانية القيامة، هو بالضرورة أيضًا ينكر الخلق من العدم، وينكر قدرة الله أو ينكر وجوده.

أما المؤمنون، الذين يؤمنون بالله، ويؤمنون بالمعجزة، ويؤمنون بعملية الخلق، ويؤمنون بالقدرة غير المحدودة للخالق العظيم، فإن موضوع القيامة يبدو أمامهم سهل التصديق إلى أبعد الحدود.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/resurrection/possible.html

تقصير الرابط:
tak.la/72hn5ts