مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب مثالية وروحانية الصلاة بالأجبية - البابا شنوده الثالث📖

23- السبع صلوات تعليم كتابي

 

يبقى السؤال بعد ما قلناه: هل الصلوات السبع تعليم كتابي؟

نعم، الصلوات السبع تعليم كتابي. فالكتاب يقول:

"سبع مرات في النهار، سبحتك على أحكام عدلك" (مز119: 164).

وقد بدأ تنظيم الصلوات بثلاث: عشية وباكر ووقت الظهر. أي أول النهار وآخره ووسطه. كما صَلَّى دانيال النبي ثلاث مرات في اليوم (دا6: 10). ثم نظمت الصلاة في ساعات النهار وساعات الليل...

ولتناول الآن مواعيد الصلوات السبع في ظل تعليم الكتاب:

صلاة باكر، واضحة تمامًا. إنها تعليم كتابي.

فالكتاب يقول "يا الله، أنت إلهي، إليك أبكر. عطشت نفسي إليك" (مز63: 1) "باكرًا تسمع صوتي. بالغداة أقف أمامك وتراني" (مز5: 3). والرب نفسه يقول "الذين يبكرون إلى يجدونني" (أم8: 17). وطبيعي أن نبدأ اليوم بالصلاة. فهذا أمر لائق وواجب، ص 46 وينبغي أن يكون الله "في البدء"..

وكما بدأنا النهار بالله، ينبغي أن ننهيه به أيضًا.

فإن كنا ذبيحة للرب (رو2: 1). وإن كانت الذبيحة تقدم صباحًا ومسًاء، فينبغي أن نقدم لله ذبيحة مسائية، كما يقول الكتب: "فلتستقم صلاتي كالبخور قدامك. ولكن رفع يدي ذبيحة مسائية" (مز141: 2). وهكذا نقول في تحليل صلاة الغروب "نشكرك يا ملكينا المتحنن، لأنك منحتنا أن نعبر هذا اليوم بسلام، وأنت بنا إلى المساء شاكرين. وجعلتنا مستحقين أن نبصر النور إلى المساء".

ونحن نصلي قبل النوم، على الأقل لنقدس فراشنا قبل النوم.

ويكون الله هو آخر ما فكرنا فيه قبل أن ننام. وكما قال المرتل في المزمور "لا أدخل إلى مسكن بيتي، ولا أصعد على سرير فراشي، ولا أعطى لعيني نومًا، ولا لأجفاني نعاسًا، إلى أن أجد موضعًا للرب، ومسكنًا لإله يعقوب" (مز132: 3-5).. مسكنًا له في قلبي...

إذن فصلاة النوم وما قبله هي تعليم كتابي.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org Image: David worshiping God while tending his sheep (I Samuel 16:18) - from "Standard Bible Story Readers", book 1, Lillie A. Faris. صورة في موقع الأنبا تكلا: داود يسبح الرب بالمزامير وهو يرعى الخراف (صموئيل الأول 16: 18) - من كتاب "قراء قصص الكتاب المقدس الأساسية"، الكتاب الأول، ليلي أ. فارس.

أما صلوات الليل، فكلها أيضًا تعليم كتابي...

ص 47 فالوحي الإلهي يقول في المزمور "في الليالي ارفعوا أيديكم أيها القديسون وباركوا الرب" (مز134: 1، 2). ارفعوا أيديكم أيها بقوله اسهروا وصلوا "طوبى لأولئك العبيد، الذين جاء سيدهم يجدهم ساخرين" (لو12: 37). لذلك وضعت الكنيسة أنه يليق بنا أن نصلي في كل هزيع من أقسام الليل الأربعة التي تنتهي بصلاة باكر.

وصلاة نصف الليل هي أيضًا تعليم كتابي.

إذ يقول المرتل "في نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك" (مز119: 62). كما يقول الكتاب أيضًا "وفي نصف الليل صار صراخ: هوذا العريس قد أقبل، فأخرجن للقائه" (مت25: 6).

إذن فنحن نسهر مُصَلِّين لكي نكون مستعدين لاستقبال العريس.

وتفاصيل صلوات نصف الليل هي أيضًا تعليم كتابي.

إذ يقول الرب نفسه "طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين... وإن جاء في الهزيع الثاني أو في الهزيع الثالث ووجدهم هكذا، فطوبى لأولئك العبيد" (لو12: 37: 38).

ولا شك أنها كنيسة روحية، هذه التي تعلم أولادها أن يسهروا في الصلاة مستعدين، حسب وصيته.

ص 48 أيضًا تفاصيل صلوات النهار (الثالثة والسادسة والتاسعة) هي كذلك تعليم كتابي وتسليم رسولي. وقد صَلَّاهَا الرسل القديسون.

يقول الكتاب "صعد بطرس على السطح ليصلي نحو الساعة السادسة" (أع10: 9). ويقول أيضًا "صَعِدَ بُطْرُسُ عَلَى السَّطْحِ لِيُصَلِّيَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ" (أع 10: 9).  ويقول أيضًا: "وصعد بُطْرُس ويوحنا معًا إلى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة" (أع2: 15).

لا شك أنها كانت ساعة صلاة.

إذن ساعات الصلاة السبع في الأجبية، هي من تعليم الكتاب جملةً وتفصيلًا.

بقيت أسئلة أخرى وهي:

ما الحكمة من وضع هذا النظام في الصلاة؟

وما فائدته الروحية للمُصَلِّي وللكنيسة؟

وهل يجوز للكنيسة أن تضع نظامًا للصلاة؟

وهل بهذا النظام تفرض الكنيسة سلطة على ضمير المؤمن، الذي هو حر يصلي متى شاء وكيفما يشاء!!

حياة الفرح والتهليل

مثالية وروحانية الصلاة بالأجبية كتب البابا شنوده الثالث

الصلاة بالمزامير

---