(7)
الفرح والتهليل في صلوات الأجبية
على الرغم من الصلاة بالأجبية فيها الندم على الخطايا، وفيها الانسحاق والبكاء والدموع، إلا أن فيها أيضًا الكثير من التهليل والترتيل والفرح بالرب وخلاصه وعمله...
* فيقول المرتل في صلاة باكر (مز14):
"أما أنا فعلى رحمتك توكلت. يبتهج قلبي بخلاصك. أسبح الرب المحسن إلى، وأرتل لأسم الرب العالي "هللويا". وفي إحدى ترجمات هذا المزمور "أغني للرب لأنه أحسن إليَّ".
ويقول في (مز70: 4) "يبتهج ويفرح بك جميع الذين يبتغونك" (يطلبونك).
* وفي صلاة الساعة الثالثة يقول:
"رتلوا للرب يا جميع قديسيه، واعترفوا لذكر قدسه"، "مزقت مسحي ومنطقتني سرورًا، لكي ترتل لك نفسي"، "حوَّلت نوحي إلى فرح لي" (مز30).
ويقول أيضًا "أدخل إلى مذبح الله، تجاه وجه الله الذي يفرح شبابي. أعترف لك بالقيثارة يا الله إلهي" (مز43: 4).
وما أكثر التهليل في (مز47) في آخر صلاة الساعة الثالثة إذ يقول "يا جميع الأمم صفقوا بأيديكم. هللوا لله بصوت الابتهاج... صعد الله بتهليل، والرب بصوت البوق. رتلوا لإلهنا رتلوا. رنموا لملكنا... رتلوا بفهم. فإن الرب قد ملك على الأرض كلها".
* وفي صلاة الساعة السادسة يقول:
"أرتل لأسمك إلى دهر الدهور" (مز61: 8). ويقول أيضًا "باسمك أرفع يدي فتشبع نفسي كما من شحم ودسم. بشفاه الابتهاج أبارك اسمك" (مز63). ويقول أيضًا الأمم وتبتهج، لأنك تحكم في الشعوب بالاستقامة" (مز67: 4). "ليبتهج وبفرح بك جميع الذين يلتمسونك" (مز70: 4).
وفي (المزمور 86) يقول "فرح نفس عبدك، لأني أليك يا رب رفعت نفسي "ليفرح عند خوفه من اسمك".
إنه في هذه الساعة السادسة، ساعة صلب الرب، يفرح بخلاصة له ولجميع الشعوب. ويفر بمعونة الرب وحفظه كما في (المزمور 91).
* أما صلاة الساعة التاسعة فمملوءة بالتسابيح والفرح.
يقول الرب قد ملك، فلتتهلل الأرض، ولتفرح الجزائر الكثيرة "نور أشرق للصديقين، وفرح للمستيقمي القلوب. افرحوا أيها الصديقون بالرب، واعترفوا لذكر قدسه" (مز97).
وأيضًا "سمعت صهيون ففرحت، وتهللت بنات يهوذا".
إنه الوقت الذي دفع فيه الرب ثمن خطايانا بموته على الصليب لأجلنا.
لذلك يقول في [المزمور 97 (98)] "نظرت أقاصي الأرض خلاص إلهنا. هللوا للرب يا كل الأرض. سبحوا وهللوا رتلوا. رتلوا للرب بالقيثارة وصوت المزمور. بأبواق خافقة، وصوت بوق القرن هللوا أمام الرب الملك... تصفق جميع الأنهار الجبال تبتهج أمام وجه الرب".
وفي (المزمور 100) يقول المُصَلِّي "هللي للرب يا كل الأرض. اعبدوا الرب بالفرح. ادخلوا أمامه بالتهليل" من ثم تتحدث باقي مزامير الساعة التاسعة عن خلاص الرب.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
* وهكذا صلاة الغروب.
نقول فيها "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب. فلنفرح ولنبتهج فيه" (مز118: 24).
ونقول أيضًا "فرحت بالقائلين لي: إلى بيت الرب نذهب" (مز122: 1). ويكثر من تذكر إحسانات الله ومعونته ويقول "إذا ما رد الرب سبي صهيون، صرنا مثل المتغربين. حينئذ امتلأ فمنا فرحًا، ولساننا تهليلًا. حينئذ يقال في الأمم إن الرب قد عظم الصنيع معهم. عظم الرب الصنيع معنا فصرنا فرحين... الذين يزرعون بالدموع، يحصدون بالابتهاج" (مز126).
حَسَنٌ أن ننهي اليوم في صلاة الأجبية بالفرح:
متذكرين إحسانات الله إلينا لأنه "لولا أن الرب كان معنا، حين قام الناس علينا، لابتلعونا ونحن أحياء... الفخ انكسر ونحن نجونا" (مز124).
صلاة النوم أيضًا يكثر فيها التسبيح والاعتراف للرب، ونتذكر كثرة إحساناته.
*ما أكثر مزاميرها التي تبدأ بالتسبيح مثل "سبحي يا نفسي الرب" سبحوا الرب يا أورشليم. سبحي إلهك يا صهيون"..
والحديث فيها عن إحسانات الله كثير جدًا. كأن نقول:
"الرب يحل المقيدين. الرب يقيم الساقطين". "الرب يحكم للمظلومين". "الرب يحفظ الغرباء، ويعضد اليتيم والأرملة".
"الذي قوَّى مغاليق أبوابك. وبارك بنيكِ فيك".
"الذي جعل تخومك في سلام. ويملك من شحم الحنطة".
والتسبيح في صلاة نصف الليل، كثير أيضًا.
يكفي ما يعبر عنه المزمور الكبير (119).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/praying-with-agbia/joy-and-rejoicing.html
تقصير الرابط:
tak.la/qat256f