إنه ذهب إلى دير يعيش فيه -وهو في العاشرة من عمره- فقالوا له "أمض وقل لأبهاتك" فقال لهم "أنتم أبهاتي". فقضى بينهم سبع سنوات يعلمونه نواميس الرهبان. ولما رأوه يسير في خوف الله وفي الاتضاع والصبر والحكمة والوداعة، ألبسوه ثياب الرهبنة. وقضى بينهم 24 سنة، لم يرفع نظره إلى فوق ليبصر وجه واحد منهم.
ولما تنيح أولئك الشيوخ، قضى أنبا بيجيمى سنتين، وكان يأتيه كثيرون يتباركون منه ممن سمعوا فضائله. فبكت نفسه قائلًا:
ماذا أفعل، إذا افتقدني الرب وأنا وسط هذه الجموع، ولست استحق واحدًا منهم؟! حينئذ قام وصعد إلى الجبل في شيهيت.
أقام ثلاثة أيام وثلاث ليال، وهو يمشي في البرية ولا يعلم إلى أين هو ماضِ. ولم يأكل ولم يشرب في تلك الأيام الثلاثة، ولا حمل معه خبزًا ولا ماء ولا شيئًا البتة سوى جريدة (عصا) صغيرة، ثم ظهر له شياطين يخيفونه، فأعانه الله عليهم...
وبعد يومين آخرين وهو يمشي في الجبل، وصل إلى وادٍ فيه نخيل وماء ووحوش برية، ففرح به وأقام فيه... وكان يأكل بنسك شديد مرة كل أسبوع، ملء قبضته من التمر، ويشرب من ماء الوادي. ثم بدأ يشرب من الندي. ودخل في أصوام أصعب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/pamphlet-3-anchorites/st-pigimi.html
تقصير الرابط:
tak.la/36gp4jy