الذي يلوم نفسه، يصل إلى الاتضاع وانسحاق القلب، ولا يكون كبيرًا أو بارًا في عيني نفسه، لأنه بلوم لنفسه يدرك نقائصه وضعفاته.
الشخص المتضع، باتضاع يصل إلى لوم النفس.
والذي يلوم نفسه، يصل بذلك إلى الاتضاع.
كل واحدة من هاتين توصل إلى الأخرى، لأنهما مترابطان. إن بدأت بأي منهما يمكن أن تصل إلى الأخرى. وكل واحدة منهما. تكمن الأخرى في داخلها.
إذ كيف يمكن لإنسان أن ينتفخ، أو يفتخر بنفسه، أو يكون بارًا في نظر نفسه، بينما أخطاؤه ماثلة أمام عينيه؟! يتذكرها فتنحني نفسه في داخله...
والمتضع الذي يلوم نفسه، لا شك يشفق على غيرة.
إنه يدرك تمامًا ضعف النفس البشرية أما هجمات الشيطان وحيله ودهائه وإغراءاته، لذلك فإنه يعذر كل من يسقط، ولا يقسو عليه مطلقًا في أحكامه، متذكرًا قول القديس بولس الرسول:
"اذكروا المقيدين، كأنكم مقيدون معهم".
"واذكروا المذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" (عب 13: 3)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.
من أجمل الأمور في الحياة الروحية، أنك تكون شديدًا على نفسك، تلومها في كل خطأ. وعلى العكس من الناحية الأخرى، تكون شفوقًا على المخطئين، تحاول أن تعذرهم بقدر ما تستطيع...
وكما يقود لوم النفس إلى الاتضاع، يقود أيضًا إلى الدموع...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/new-year/humble.html
تقصير الرابط:
tak.la/tvaw9fr