St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   new-heresies
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب بدع حديثة - البابا شنوده الثالث

26- المُسَاواة بالسيد المسيح وبالآب!!

 

المساواة بالسيد المسيح وبالآب

هل نحن -ككنيسة- طبيعة إنسانية متحدة بطبيعة إلهية؟!

هل وُلِدنا -ككنيسة- من بطن العذراء متحدين باللاهوت؟!

هل السيد المسيح يحل فينا بملء لاهوته؟!

هل نحيا فيه بذات الملء الإلهي مع الآب والابن والروح القدس؟!

هل لنا ملء اللاهوت الذي للآب؟!

هل نمتلئ بكل معرفة المسيح وكل معرفة الآب؟!

هل الروح القدس يعطينا كل ما للمسيح وكل ما للآب؟!

هل ميلاد المسيح رفع البشرية إلى درجة بنوته؟!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

مقدمة:

كل هذه الأسئلة الخطيرة نذكرها نابعة من كتب المؤلف، وتشكل مفاهيم لاهوتية في غاية من الخطورة نخشى منها على أبنائنا... وإن كانت لا تحمل عبارة تأليه الإنسان، ولكنها تحمل نفس المعنى بتفاصيل تساوى البشر مع المسيح، أو تساوى الكنيسة -التي هي جماعة المؤمنين- مع المسيح، ومع الآب أيضًا...

ومن هنا كانت الخطورة. لأنه إن تساوى البشر مع المسيح، فبماذا يمتاز هو عنهم في لاهوته. ثم إن المساواة مع الآب يتجرأ عليها الكاتب بأسلوب لم يتعوَّده المؤمنون إطلاقًا...

ولنتناول هذه النقاط كلها واحدة فواحدة:

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1-هل نحن طبيعة إنسانية متحدة بطبيعة لاهوتية؟!

السيد المسيح في تجسده هو طبيعة إلهية متحدة بطبيعة بشرية. فإن صار المؤمنون مثله (نفس اتحاد الطبيعتين) فما الفرق بينهم وبين المسيح؟!

ولكن المؤلف يصر على ذلك منذ أصدر كتابه (العنصرة) سنة 1960 وذكر أن ذلك حدث للتلاميذ -ممثلين للكنيسة كلها- حينما حلّ عليهم الروح القدس في علية صهيون يوم الخمسين كألسنة من نار. فقال:

"إذن فنحن أمام "عليقة مشتعلة بالنار" حسب الرمز أو طبيعة إلهية متحدة بطبيعة بشرية حسب شرح الرمز. أو صورة النبوة بميلاد المسيح من العذراء كما تسلمنا من التقليد الشريف."

ولم يكتف بأن ذلك حدث فقط للآباء الرسل، بل ذكر أنه شمل الكنيسة كلها. فقال: "لقد اتحد المسيح بالكنيسة، فاكتسبت الكنيسة كل ما للمسيح... لقد صار وكمل في العلية ما بدئ به في بيت لحم."

إن ما بدئ به في بيت لحم هو التجسد الإلهي، هو اتحاد الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية في شخص المسيح. ولكن مؤلف كتاب العنصرة يريد أن يجعل الأمر يشمل الكنيسة كلها، وليس الرسل فقط ممثلين لها. لذلك قال: تم وكمل ما بدئ به في بيت لحم، وقال:

"إن غاية التجسد الإلهي قد بلغت ذروتها في يوم الخمسين".

وقد كرر هذا الكلام في كل طبعات كتاب العنصرة. وكرره أيضًا بنفس الألفاظ في كتابه (التجسد الإلهي) (ص 44، 45) الذي صدر سنة 1978 وأعيد طبعه سنة 1988، أي استمر معه الفكر والنشر طول تلك السنوات، وللأسف إلى الآن!

واعتبر أننا بهذا "صرنا شركاء الطبيعة الإلهية واتحدنا بالله" (ص 35).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

في المساواة بالسيد المسيح، لم يقتصر فقط على اتحاد طبيعتنا البشرية بالطبيعة الإلهية، بل انتقل أيضًا إلى الميلاد من العذراء! وهنا نسأل:

2-هل وُلِدْنَا -ككنيسة- من العذراء متحدين باللاهوت؟!

نعم، هذا ما يذكره المؤلف في كتابه (العريس) (ص 5)، حيث يقول إن الكنيسة ولدت من بطن العذراء متحدة باللاهوت. وهكذا صارت بيت لحم هي مسقط البشرية المُفْتَداة!!"

ومن خطورة هذا الفهم أنه انتقل إلى تلاميذه، فأصدروا كتابهم "الأصول الآبائية"ج 2 بعنوان على الغلاف ومن داخل هو:

"الكنيسة عروس المسيح هي طبيعة إنسانية متحدة بطبيعة لاهوتية."

أي أن كل جماعة المؤمنين عبارة عن طبيعة إنسانية متحدة بطبيعة لاهوتية بحسب مفهومهم! وفي هذا الكتاب فصل طويل يحاول أن يؤكد على أن بيت لحم هي مسقط رأس البشرية المُفْتَداة!!

ما تأثير هذا الكلام على شبابنا وأولادنا؟! هل يصدقونه ويعتبرون أنفسهم كالسيد المسيح تمامًا ولا فرق! وهنا يرتبكون: إن كان الكل متحدين بالطبيعة الإلهية، فكيف إذن يخطئون؟! وما معنى اتحادهم بطبيعة الله؟! "وإن قلنا إنه ليس لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا (1 يو 1: 8) أم تنال تعزية من كتاب آخر للمؤلف يقول إنه حتى لو أخطأنا بالجسد، فنحن أعظم من منتصرين!!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Jesus Christ at the Last Judgement - Mosaic ceiling, date from 1225 until the fourteenth century, Byzantine style - Florence Baptistery of Saint John (Battistero di San) Giovanni at the Florence Cathedral: The Cattedrale di Santa Maria del Fiore (Il Duomo di Firenze, cattedrale metropolitana di Santa Maria del Fiore), Florence, Italy. It was established in 1296, and work completed in 1436. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 28-29, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح خلال يوم الدينونة الأخير - سقف الفسيفساء، تم العمل به من 1225 م. وحتى القرن الرابع عشر، بأسلوب بيزنطي - صور معمودية القديس يوحنا في كاتدرائية القديسة العذراء مريم: كاتدرائية عذراء الزهور (دومو دي فيرينزي)، فلورنسا، إيطاليا. وقد بدأ العمل بها عام 1296، وتم إكماله عام 1436 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 28-29 سبتمبر 2014.

St-Takla.org Image: Jesus Christ at the Last Judgement - Mosaic ceiling, date from 1225 until the fourteenth century, Byzantine style - Florence Baptistery of Saint John (Battistero di San) Giovanni at the Florence Cathedral: The Cattedrale di Santa Maria del Fiore (Il Duomo di Firenze, cattedrale metropolitana di Santa Maria del Fiore), Florence, Italy. It was established in 1296, and work completed in 1436. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 28-29, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح خلال يوم الدينونة الأخير - سقف الفسيفساء، تم العمل به من 1225 م. وحتى القرن الرابع عشر، بأسلوب بيزنطي - صور معمودية القديس يوحنا في كاتدرائية القديسة العذراء مريم: كاتدرائية عذراء الزهور (دومو دي فيرينزي)، فلورنسا، إيطاليا. وقد بدأ العمل بها عام 1296، وتم إكماله عام 1436 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 28-29 سبتمبر 2014.

سؤال آخر في المساواة بالسيد المسيح وهو:

3-هل السيد المسيح يحل فينا بملء لاهوته؟!

إن هذا ما يؤكده المؤلف في كتابه (ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم) (ص 5، 6) إذ يقول "صحيح إن مكان ميلاد المسيح تاريخيًا كان في مذود طين. أما روحيًّا، فالمسيح يستحيل أن يحل بملء لاهوته إلا في الإنسان!!"

كلا، إن المسيح يحل بملء لاهوته في كل مكان، في السماء وعلى الأرض، ولا يخلو منه مكان. ولكنه لا يحل بملء لاهوته في الإنسان. وإلا كان هذا حلولا أقنوميًا، وأصبح هرطقة...

ويكرر المؤلف نفس المعنى بأسلوب أوسع. فيقول في نفس هذا الكتاب (ص 27) عن قيامة المسيح بالجسد "وبعد ثلاثة أيام قام به هيكلًا روحانيًا تم خلاصه ليحيا فيه. ونحن أيضًا نحيا فيه بذات الملء الإلهي مع الآب والابن والروح القدس. لأنه حيث يحل المسيح يحل الملء الإلهي."

من يجرؤ لاهوتيًا أن يقول إنه يحيا بذات الملء الإلهي مع الثالوث القدوس؟! بذات الملء الإلهي!! صدقوني ولا حتى في السماء نحيا بذات الملء الإلهي مع الثالوث. سيرتفع قدرنا ولكن نكون بشرًا لا آلهة.

أما قول المؤلف "لأنه حيث يحل المسيح يحل الملء الإلهي." فإن هذا يخصه هو كإله؟

ولكن حلوله في الإنسان لا يكون بالملء الإلهي إنما حيث يحل المسيح -بالنسبة إلى البشر- تحل البركة وتحل النعمة وتحل المعونة وليس الملء الإلهي...

وحتى نفس الآية التي أخذ منها المؤلف عنوان كتابه، تقول "ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم (أف 3: 17) تقول "يحل بالإيمان" وليس بملء الله". إن عبارة "ملء الله" تعني ما يسمح به الله لكم في الامتلاء... الملء الذي يسمح به الله.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4-هل لنا ملء اللاهوت الذي للآب؟!

يقول المؤلف في كتابه (يوم الخمسين وميلاد الكنيسة) (ص 8).

إن ملء اللاهوت حلّ في المسيح جسديًا "وأنتم مملؤون فيه" (كو 2: 10) إن كان لنا ملء المسيح لاهوتيًا، يكون لنا في الحال ملء المسيح لاهوتيًا. ويكون لنا في الحال ملء اللاهوت الذي للآب!!"

كلا مستحيل أن يكون لنا ملء المسيح لاهوتيًا!!

ومستحيل أن يكون لنا ملء اللاهوت الذي للآب!!

إن كان لنا ملء اللاهوت الذي للمسيح، وملء اللاهوت الذي للآب، نستطيع إذن أن تكون لنا قوة الخلق، وقوة القداسة التي للآب والتي للمسيح. وعبارة "مملؤون فيه" لا تعني مطلقًا مملوءين من لاهوته حاشا. بل تعني الامتلاء من نعمته ومن قوته العاملة فينا بلاهوته.

أما عبارة نمتلئ بكل لاهوت الآب وكل لاهوت الابن، فلم يجرؤ أحد من قبل أن يقولها. ولكن الكاتب يصر عليها في نفس الكتاب ونفس الصفحة.

 

إنه يقول "وفي الحقيقة الآب أعطى ملئه للمسيح لكي يعطيه لنا. والمسيح نفسه اعترف بذلك: "المجد الذي أعطيتني قد أعطيتهم، ليكونوا واحدًا كما أننا نحن (الآب والابن) واحد" (يو 17: 22).

من جهة عبارة "الآب أعطى ملئه للمسيح"، نقول إن كل ملء اللاهوت كان للمسيح ليس كمجرد عطية من الآب، إنما كان ذلك بحكم أنه هو والآب طبيعة واحدة وجوهر واحد.

أما عبارة "الآب أعطى ملئه للمسيح لكي يعطيه لنا"، فهذا معناه أن يكون لنا ملء الآب وملء الابن!! وهذا لا يمكن أن يقبل لاهوتيًا. لأن معناه أن نصير آلهة بكل ملء اللاهوت!!

ومن قال إن ملء اللاهوت الذي للمسيح، كان هدفه أن يعطيه لنا؟! علمًا بأنه كان له هذا الملء منذ الأزل قبل أن يتجسد، وقبل أن نوجد نحن...

أما قول المؤلف إن المسيح اعترف بذلك في قول "المجد الذي أعطتيني قد أعطيتهم." فهذا استخدام للآية في غير موضعها.

السيد المسيح لم يعطِ تلاميذه مجد اللاهوت، وإلا ما كان بطرس قد أدركه الخوف في نفس الليلة وأنكر، وسب ولعن وقال لا أعرف الرجل (مت 26: 70-73) وما كان التلاميذ الباقون خافوا وهربوا واختفوا في العلية! كيف يحدث هذا وقد أخذوا ملء الآب؟!

المسيح لم يعط تلاميذه مجد اللاهوت، لأن الرب يقول في سفر اشعياء عن مجد اللاهوت "مجدي لا أعطيه لآخر" (إش 42: 8).

إنما السيد المسيح أعطاهم أمجادًا أخرى تليق ببشريتهم.

أعطاهم مجد رئاسة الكهنوت، ومجد الرعاية التي له. وأعطاهم مجد الكلمة وتأثيرها، وأعطاهم مواهب الروح القدس، وأعطاهم مجد الشهادة وأعطاهم أن يجلسوا معه في ملكوته... ولا يمكن أن يقصد مجد اللاهوت أبدًا...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

يستطرد المؤلف في حديثه حتى يصل إلى ملء المعرفة. وهنا نسأل:

5-هل نمتلئ بكل معرفة المسيح وكل معرفة الآب؟!

إن هذا هو ما يذكره في نفس كتاب (يوم الخمسين وميلاد الكنيسة) (ص 8) إذ يقول:

"فإذا ما بلغ الروح القدس فينا إلى ملء معرفة المسيح، نمتلئ في الحال بملء معرفة الآب." يا للهول!!

الله يعرف الخفيات والظاهرات. ويعرف ما في القلوب وما في الأفكار والنيات. فهل نصل نحن إلى ملء المعرفة هذه؟!

إن الآباء الرسل عندما سألوا الرب قبل صعوده عن مجيئه الثاني، قال لهم "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه" (أع 1: 7) فهل هؤلاء الذين يمتلئون بكل معرفة الآب، سيكونون أكثر معرفة من الآباء الرسل، وسيعرفون الأمور التي جعلها الآب في سلطانه؟!

ثم ماذا عن معرفة ذلك اليوم وتلك الساعة التي قال عنها الرب إنه لا يعلم بها أحد ولا الملائكة الذين في السماء (مر 13: 32) هل يعرفها هؤلاء الذين سيصلون إلى ملء معرفة الآب، فيعرفون ما لا يعرفه الملائكة في السماء؟!

إنها جرأة عجيبة أن يقول أحد "نمتلئ في الحال بملء معرفة الآب" إن معرفتنا للآب تحتاج إلى الحياة الأبدية كلها، حيث قال الرب في حديثه مع الآب قبل الذهاب إلى جثسيماني "هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك" (يو 17: 3) أما الامتلاء بكل معرفة الآب فلن يصل إليها إنسان يحتاج أولًا أن يعرف نفسه...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ونتدرج إلى سؤال آخر وهو:

6-هل الروح القدس يعطينا كل ما للمسيح وكل ما للآب؟!

إن هذا هو ما يذكره المؤلف في كتابه (يوم الخمسين وميلاد الكنيسة) (ص 8، ص 9) إذ يقول: "إن الروح القدس هو الوسيط بين الآب والمسيح، ليجعل كل ما للآب للابن في الروح. وأن الروح القدس هو الوسيط الذي وقف بيننا وبين المسيح، ليعيطنا كل ما للمسيح وكل ما للآب."

أولًا أحب أن أقول إن الروح القدس هو روح الآب، وفي نفس الوقت هو روح الابن...

أما عبارة أن "الروح القدس يعطينا كل ما للمسيح وكل ما للآب." فهي عبارة لا يقبلها علم اللاهوت إطلاقًا. لأن "كل ما للمسيح وكل ما للآب" لا يمكن أن يسعه كتاب، ولا يسعه الكون كله أيضًا ولا وتقدر أن تحتمله طبيعة إنسان...

وكثيرًا ما قلت إن استعمال كلمة (كل) في مثل هذه الأمور اللاهوتية، لها خطورتها، وتؤدى إلى أخطاء لا تحصى.

من بين ما للآب: الأزلية. فهل أعطينا الأزلية؟! وله أيضًا الوجود في كل مكان، والمعرفة الكلية، والقدرة الكلية، ومنها القدرة على الخلق... فهل أعطينا كل هذا؟! ماذا أيضًا عن الدينونة في المجيء الثاني؟ وماذا عن إلقاء الأشرار في الظلمة الخارجية، وإلقاء إبليس والوحش في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت. هل أعطينا كل هذا؟! من له أذنان للسمع فليسمع.

وماذا عن هيبة الله وجلاله ومجده؟ عندما ظهر المسيح ليوحنا الرائي في شيء من هذا الجلال، لم يحتمل وقال "فوقفت عند قدميه كميت" (رؤ 1: 17) فكيف يكون لنا كل ما للآب وكل ما للمسيح؟!

صدقوني، هذه الكلمات تحتاج إلى طلب المغفرة، حتى عن مجرد الفكر بأن يكون لنا كل ما للآب وكل ما للمسيح.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

النقطة الأخيرة في هذا المقال هي:

7-هل ميلاد المسيح رفع البشرية إلى درجة بنوته؟!

يقول المؤلف في كتابه (ميلاد المسيح وميلاد الإنسان) (ص 7):

"بل هي عطية الله للإنسان بميلاد المسيح، إذ رفع البشرية فيه إلى درجة بنوته. فصار الكل أبناء الله يدعون. والبنون متساوون في كل شيء."

صار الناس أبناء لله. ولكن ليس كل البشرية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فالإنجيل يقول: "أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه" (يو 1: 12) إذن ليس كل البشر، بل كل الذين قبلوه وآمنوا.

لكن الخطير في هذه العبارة هي" رفع البشرية إلى درجة بنوته".

إن درجة بنوة المسيح لم يرتفع إليها أحد. لذلك دُعِي "الابن الوحيد" (يو 1: 18، يو 3: 16، 18، 1 يو 4: 9) فهو الوحيد الذي من جوهر الآب. ومن لاهوته ومن طبيعته.

وعبارة رفع البشرية إلى درجة بنوته معناها مساواتهم بالمسيح!! لقد صار المؤمنون أبناء. ولكن ليس في درجة بنوة المسيح، فهذا خطأ لاهوتي...

ختامًا يا أبنائي. تواضعوا، ولا تتألهوا، ولا تدعوا أن لكم كل ما للآب وكل ما للمسيح، ولا تقولوا أنكم طبيعة إنسانية متحدة بطبيعة لاهوتية. وتذكروا باستمرار قول الكتاب:

قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح (أم 16: 18).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/new-heresies/equality.html

تقصير الرابط:
tak.la/3s326hn