تقول "فلان قد أضاعني" أقول لك "لم يضيعك سوى قلبك".
لو كنت قويًا غير قابل للضياع، ما استطاع أن يضيعك... ثم إن فلان هذا لا يستطيع أن يحاربك إلا من الخارج. فإن كان الداخل سليمًا، فلن يضرك في شيء...
إن البيت المبنى على الصخر، لم تستطع الأمطار والأنهار والرياح أن تسقطه، لأنه كان مؤسسًا على الصخر (مت35:7). والفلك أحاطت به المياه غزيرة جدًا، ولم تستطيع أن تغرقه، لأنه لم يكن فيه ثقب تدخل منه المياه
كما كان الله في داخله...
صدق القديس يوحنا ذهبي الفم، حينما قال:
"لا يستطيع أحد أن يؤذي إنسان، ما لم يؤذِ هذا الإنسان نفسه".
تقول: الكلام الذي سمعته غير أفكاري وشككني!
أقول لك هو قلبك القابل للتشكك. لو كنت ثابتًا في قلبك، ما كان الشك يدخل إليه، مهما سمعت من كلام...
لصان أحاطا بالمصلوب. أحدهما جدف عليه، والآخر آمن به ربًا وملكًا، واعترف بذلك ودخل الفردوس (لو39:23-43)... بينما المصلوب هو نفس المصلوب، والظروف الخارجية واحدة بالنسبة إلى اللصين. ولكن قلب أحدهما كان غير قلب الآخر...
هل كان الشك في كلام توما أم في قلبه؟
قطعًا كان الشك في قلبه. ولم يكن في لسانه، ولا في إصبعه الذي أراد أن يضعه مكان الجروح!
أتقول: الضيقات زعزعتني؟! أقول لك: لو كان قلبك قويًا ما كان يتزعزع...
لقد قلت لكم من قبل: إن الضيقة سميت ضيقة، لآن القلب ضاق بها ولم يتسع لها. أما القلب الواسع فإنه لا يتضيق بشيء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. كما قال القديس بولس لأهل كورنثوس "فمنا مفتوح لكم أيها الكورنثيون، قلبنا متسع، لستم متضيقين فينا، لكنكم متضيقون في أنفسكم... لذلك أقول كما لأولادي: كونوا أنتم أيضًا متسعين" (2كو11:6-13).
القلب الواسع يتناول المشكلة ويحللها، ويأخذ بركتها ويحيلها إلى الله ليحلها...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/man/reason.html
تقصير الرابط:
tak.la/b4x9njt