الصلاة ليست مجرد كلام نتلوه أمام الله، وليست مجرد حديث مع الله، إنما هي مشاعر قلب ينسكب أمام الله، حتى من غير كلام، لذلك يقول المرتل:
"اسْمِكَ أَرْفَعُ يَدَيَّ، فَتَشْبَعُ نَفْسِي كَمَا مِنْ شَحْمٍ وَدَسَمٍ" (مز119).
مجرد رفع اليدين، حتى من غير كلام. فكم بالأولى كلامه!
في صلاة كل من الفريسي والعشار: الفريسي تكلم كلامًا كثيرًا، ولم يكن قلبه مع الله، فلم يقبل الله صلاته. أما العشار فقال عبارة واحدة، بقلب منسحق "فرجع إلى بيته مبررًا دون ذاك" (لو14:18). وبالمثل العبارة الواحدة التي قالها اللص اليمين من أعماقه فورث بها الفردوس (لو42:23، 43).
ليس المهم في صلاتك كلماتها، بل مشاعرها...
هل هي صلاة بعاطفة، بحرارة، بفهم، بإيمان...؟ هل هي صلاة بانسحاق قلب، باتضاع؟ هل هي صلاة فيها مشاعر الحب والشوق إلى الله؟ هل فيها العمق والتأمل؟ أم هي مجرد ألفاظ وكلماتك تعدها أمام الله، صادرة من شفتيك وليس من قلبك؟!
الصلاة إذن هي رفع القلب إلى الله.
وليست مجرد رفع اليدين، أو رفع العينين إلى فوق... إنها رفع القلب عن كل الماديات والأرضيات لكي يتجه إلى الله بكل عواطفه... اسمع قول الرب وهو يوبخ اليهود:
هذا الشعب يكرمني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا (مت8:15) (مر6:7) (أش13:29).
على ضوء هذه العبارة افحص صلاتك... وحاول أن تشعر بعمق الصلة بينك وبين الله...
حتى صلوات الآخرين، تستطيع أن تميزها...
هل هي ابتهال من العمق، وحديث روحي مع الله، أم هي مجرد تلاوة، أو ضبط نغمات في لحن...؟! وتراك تتأثر من الشخص الذي يصلي من قلبه، وكأنه يقول مع المرتل في المزمور:
"من كل قلبي طلبتك" (مز10:119).
وهذا هو ما يريده الرب نفسه "تطلبونني فتجدونني، إذ تطلبونني بكل قلبكم" (أر13:29)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. إذن صلاة الشفتين فقط، ليست صلاة بالحقيقة. ولهذا نقول في صلوات التسبحة "قلبي ولساني، يسبحان القدوس"... قلبي أولًا، ثم يشترك معه لساني.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/man/prayer.html
تقصير الرابط:
tak.la/8rras5k