مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب من هو الإنسان؟ - البابا شنوده الثالث📖

42- أهمية القلب ودخوله في كل عمل

 

St-Takla.org Image: A young man praying in awe, heart, by Fahmy Eshak صورة في موقع الأنبا تكلا: شاب يصلي في خشوع، قلب، رسم الفنان فهمي سكر

ص 73 الفصل السابع: القلب

 

ص 74 القلب ودخوله في كل عمل:

أهمية القلب:

 

لعل من أبرز الأمثلة على أهمية القلب، هي قول الكتاب في سفر الأمثال:

"فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ." (أم 4: 23).

ذلك لأنه من القلب يصدر كل شيء، وهو الذي يعبر عن حقيقة الإنسان، وعن خفاياه ونواياه. والله يعرف كل ما في قلب الإنسان. لذلك قيل عنه إنه "وازن القلوب" (أم2:21) وأنه "فاحص القلوب" (مز9:7) (رؤ23:3).

القلب هو مركز المشاعر، ومركز العواطف، ومركز الحب. والرب يريد هذه المشاعر والعواطف القلبية، لذلك قال:

"يا ابني، أعطني قلبك" (أم26:23).

وإن أعطيتني قلبك، كنتيجة طبيعية: سوف "تلاحظ عيناك طرقي".

والحياة الروحية ليست مجرد ممارسات في العبادة، أو فضائل ظاهرية، إنما هي حياة قلبية، حياة قلب يرتبط بالله بعلاقة الحب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وكل فضائله وعباداته وممارساته، تكون نابعة من هذا القلب، ومزينة بعلامة الحب.

هي ليست مجرد ممارسات من الخارج يمارسها الإنسان... ولا مجرد ناموس، أي وصايا تنفذ حرفيًا...

ص 75 إنما الحياة الروحية -قبل كل شيء- هي حياة القلب مع الله.

وما أجمل قول المزمور في مثل هذا المعنى:

"كل مجد ابنة الملك من داخل" (مز44).

مع أنها "مشتملة بأطراف موشاة بالذهب، ومتزينة بأنواع كثيرة "إلا أن كل مجدها من الداخل، في قلبها في روحها...

وسنرى الآن علاقة القلب بالمشاعر وباللسان والفكر والإرادة، وبالتوبة والعبادة وكل الحياة مع الله.

القلب مصدر المشاعر

من هو الإنسان؟ كتب البابا شنوده الثالث

أجساد القديسين

---