1- هذه الحياة الحقيقية تبدأ بالإيمان في المعمودية.
حيث نموت مع المسيح، لكي نقوم أيضًا معه. كما قال الرسول "مدفونين معه في المعمودية، التي فيها أقمتم أيضًا معه" (كو12:2) (رو2:6-5). وفي المعمودية يصلب إنساننا العتيق معه، ليبطل جسد الخطية (رو6:6). وبموت إنساننا العتيق، يقوم إنسان آخر جديد شبه المسيح. وفي هذا قال الرسول: "لأن جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح" (غل27:3).
لبستم البر الذي للمسيح، في الإنسان الجديد الذي قام مع المسيح في المعمودية، ليسلك في جدة الحياة، أي في الحياة الجديدة. وفي المعمودية أيضًا لبستم الحياة في المسيح. وكيف ذلك؟ إن كانت الحياة هي التخلص من الموت، ففي موتكم مع المسيح في المعمودية، تتخلصون من حكم الموت الذي ضدكم، وتدخلون إلى الحياة.
2- وتنالون الحياة الحقيقية أيضًا، بالتوبة.
وفى أهمية التوبة يقول السيد الرب "إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون" (لو3:13، 5). والهلاك هو فقدان الحياة. وحسنًا قال الكتاب أن "الله أعطى الأمم التوبة للحياة" (أع18:11). وقال "توبوا وارجعوا فتمحى خطاياكم" (أع19:3).
وما دامت أجرة الخطية هي الموت (رو23:6)، تكون التوبة هي طريق الحياة. وفي التوبة يتخلص الإنسان من محبة العالم، عالمًا أن "محبة العالم هي عداوة لله" (يع4:4). و"إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب" (يو15:2). من أجل هذا، تضع الكنيسة في القراءات في كل قداس قول الرسول "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم...لأن العالم يبيد وشهوته معه" (1يو15:2، 17).
3- إذن الحياة الحقيقية -تكون من الناحية السلبية- في ترك الخطية. أما من الناحية الإيجابية، فتكون في السلوك بالروح.
وكما قال الرسول "لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (رو1:8). وقال أيضًا "لأن اهتمام الجسد هو الموت، ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام" (رو6:8). إذن فالحياة الحقيقية تكون في الاهتمام بالروح، بحيث نصل إلى هذه القاعدة:
جسد الإنسان بواسطة روحه. وروحه تنقاد بروح الله.
هكذا تكون الحياة الحقيقية. وفي هذا يقول المرتل في المزمور "من هو الإنسان الذي يهوى الحياة، ويحب أن يرى أيامًا صالحة؟ اكفف لسانك عن النطق بالغش. حد عن الشر وافعل الخير. اطلب السلامة واتبعها. فإن عيني الرب على الصديقين، وأذنيه مصغيتان إلى طلبتهم" (مز12:34-15).
ويقول الرب في أواخر سفر التثنية "أنظر قد جعلت أمامك الحياة والخير، والموت والشر... فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك، إذ تحب الرب إلهك وتسمع لصوته وتلتصق به، لأنه هو حياتك" (تث15: 30، 19، 20). ما دام الله هو حياتك، فالبعد عنه هو البعد عن الحياة...
إذن لكي تحيا يجب عليك الاهتمام بالروح، والسلوك بالروح، والبعد عن الخطية. لأن الإنسان الخاطئ، ليست له حياة روحية، ولا حياة إلهية أي الشركة مع الله. ولن تكون له حياة أبدية.
4- نقطة أخرى في الحصول على الحياة، وهي التناول من سر الإفخارستيا:
هوذا السيد المسيح يقول: "أنا هو خبز الحياة"، "أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطى، هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم". وقال أيضًا "الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليست لكم حياة فيكم. من يأكل جسدي ويشرب دمي، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير"، "لأن جسدي مأكل حق، ودمي مشرب حق، من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه"، "من يأكلني يحيا بي"، "من يأكل هذا الخبز، فإنه يحيا إلى الأبد" (يو41:6-58).
فهل تتغذى روحيًا بسر الإفخارستيا، وهل تتناول منه باستحقاق؟ متذكرًا قول الرسول إن من يتناول بدون استحقاق"يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ" وأنه "يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ" (1 كو 11: 27، 29).
5- نقطة أخرى في الحصول على الحياة، هي الغذاء الروحي وبخاصة كلمة الله.
وقد قال الرب في ذلك "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت4:4) (تث3:8)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وقال الرب أيضًا "أعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية، الذي قال عنه الرب "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة" (يو63:6)...
عندما انفصل بعض تلاميذ الرب عنه، فقال للاثني عشر "ألعلكم أنتم أيضًا تريدون أن تمضوا، حسنًا أجابه القديس بطرس الرسول "يا رب إلى من نذهب؟! وكلام الحياة الأبدية هو عندك" (يو68:6). فاحرص يا أخي أن تتمسك بكلام الحياة...
واحرص أيضًا على كل الوسائط الروحية التي هي سبب للحياة. أحرص على التأمل، والقراءات الروحية، والاجتماعات الروحية، وقراءة سير القديسين التي قال عنها الآباء إنها مثل الماء للغروس الجديد.
أما كلام الله، فلتلهج فيه النهار والليل (يش8:1) (مز2:1)، وتعمل به، وتعلمه لأولادك وتتكلم به حين تجلس في بيتك (تث 6: 6، 7).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/man/gain.html
تقصير الرابط:
tak.la/n4cc3mp