إن روحك تفقد هيبتها، حينما تخضع للشيطان وتعطيه مجالًا أن يعمل فيها ويوجهها. أما الروح التي تصمد في قوة أمام الشيطان، مستندة على الرب حبيبها (نش3)... فإن هذه تصبح لها هيبة أمام الشيطان. إنها روح الإنسان الذي وعده الله قائلًا "يسقط عن يسارك ألوف، وعن يمينك ربوات. وأما أنت فلا يقتربون إليك..." (مز7:91).
هؤلاء تصرخ الشياطين أمامهم خوفًا أو عجزًا.
حاولوا أن يجسبوا نبضهم، ليجدوا مدخلًا إليهم، فلم يستطيعوا. فأصبحوا لذلك يخافون، ولا يجسرون على الاقتراب منهم. يخيفهم أن يروا فيهم صورة الله.
هيبة أرواحهم ليست عن عظمة أو كبرياء، بل بسبب تواضعهم.
كما اعترف الشيطان قائلًا للقديس مقاريوس الكبير "بل بتواضعك تغلبنا"... لأن الإنسان المتواضع يرى فيه الشيطان صورة الله المتواضع، الذي في تجسده "أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد" (في 7:2)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخر... لأن التواضع هو حلة اللاهوت التي لبسها، لما تجسد لخلاصنا...
إن الأرواح التي تهابها الشياطين، هي أيضًا الأرواح التي جاهدت وغلبت.
إنها الرواح التي لا تستطيع الشياطين أن تغويها أو تغريها، ولا حتى بصعوبة... إنها أرواح لا تستسلم لعدو الخير، ولا في الهفوات التي تبدو بسيطة. بل هي أرواح مخلصة لخالقها، لا تخونه في شيء، بل تسلك بتدقيق (اف15:5)... هي أرواح لم تطلب من الشيطان شيئًا، وليست لها شهوة على الإطلاق يحققها لها الشيطان. إنما أرواح كبيرة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/man/dread.html
تقصير الرابط:
tak.la/3kzt7da