St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   love
 
St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   love

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المحبة قمة الفضائل - البابا شنوده الثالث

115- محبة الله للبشر

 

تأملوا محبة الرب الذي أمكره بطرس وسب ولعن وقال (لا اعرف هذا الرجل) (مت26: 69-74)... بقيت محبته له كما هي لم تتأثر. وبعد القيامة ثبته في الرسولية، وقال له (إرع غنمي، إرع خرافي) (يو21). وهكذا فعل الرب مع باقي تلاميذه الذين خافوا وهربوا وشكوا...

بل محبة الرب التي لم تتأثر بما فعله صالبوه، بل غفر لهم، وقال للآب(يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون) (لو23: 34). حتى قائد المائة التي أشرف على صلبه، أنعم عليه بالإيمان، فمجد الله قائلًا (بالحقيقة كان هذا الإنسان بارًا) (لو23: 47). (حقًا كان هذا ابن الله) (مت27: 54). وكثير من الكهنة الذين سعوا لصلبه، أحبهم وجذبهم إلى الإيمان (أع6: 7).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ومن الأمثلة البارزة للمحبة التي لا تسقط، محبة الله للمرتدين والخطاة في قبول توبتهم.

لم يفقدوا محبته إذ أنكروه وجحدوه. بل قبلهم إليه مرة أخرى، وهو يقول (هل مسرة أُسَر بموت الشرير - يقول السيد الرب؟! إلا برجوعه عن طرقه فيحيا) (مز18: 23). وهكذا قبل كثيرًا من الخطاة، وفتح بابًا للتوبة، وجعل منهم قديسين... وأعطاهم أكاليل.

محبة الله لم تسقط من جهة شاول الطرسوسي الذي في بدء حياته اضطهد الكنيسة بكب عنف، وقال عن نفسه (أنا الذي كنت قبلًا مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا) (1تي1: 13). ولكن محبة الرب اقتادته إلى التوبة، وجعله الرب رسولًا، ومنحه المواهب. وعملت النعمة فيه أكثر من الجميع (1كو15: 10).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ومحبة الرب التي لا تسقط شملت الشيوعيين الملحدين.

واحتملت إلحادهم ونكرانهم له أكثر من سبعين عامًا، أقتادهم بعدها إلى الاعتراف بالإيمان، وأحب الرب الأمم العاقر لإيمانهم. وجعلها توسع خيامها، ويصير أبناؤها أكثر من كنيسة الختان ذات البنين (أش54: 1-3).

St-Takla.org Image: Jesus is the Shepherd Who Rescues the Lambs: Matthew 18:14 صورة في موقع الأنبا تكلا: يسوع المسيح هو الراعي الذي ينقذ الخراف: متى 18: 14

St-Takla.org Image: Jesus is the Shepherd Who Rescues the Lambs: Matthew 18: 14

صورة في موقع الأنبا تكلا: يسوع المسيح هو الراعي الذي ينقذ الخراف: متى 18: 14

ومحبة الله لم تسقط عن الذين عبدوا العجل الذهبي.

حقيقي أنه أَدَّبهُم، لأن الذي يحبه الرب يؤدبه (عب12: 6) (أم3: 12). وظلت محبته لا تتخلَّى عنهم. وأرسل الأنبياء ليقودهم إلى التوبة. ثم أرسل يوحنا بن زكريا ليهيئهم له شعبًا مستعدًا، يدخلون في معمودية التوبة. وصاروا هم النواة الأولي لشجرة الإيمان التي امتدت شرقًا وغربًا... حقًا ما أوسع قلب الله في محبته، التي لا تسقط، بل للإنسان مهما أساء!! وتعطينا مثالًا حيًا لوصية: أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم (مت5: 44).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

انظروا إلى معاملة الله ليونان الذي هرب من وجه الرب.

لم تسقط محبته له على الرغم من عصيانه وهروبه في سفينة إلى ترشيش، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. بل لأعد له حوتًا عظيمًا فابتلعه. واستجاب لصلاته في جوف الحوت، وأخرجه ليبشر نينوى ويقودها إلى التوبة. ولم تسقط محبة الله لما أغتاظ يونان بسبب قبول الله لتوبته نينوى، وقوله (أعطيت بالصواب حتى الموت) (يون4: 9). ولاطفه حتى أقنعه...

وعن المحبة التي لا تسقط، أعطانا الرب مثل الابن الضال.

فالآب لم تسقط محبته لابنه الذي ورثه في حياته وترك بيته وذهب إلى كورة بعيدة وأنفق ماله في عيش مُسْرِف، بل قبله إليه وفرح به، وألبسه الحُلَّة الأولى، وذبح له العجل المسمن.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إن الله قد يختبر محبتنا له: هل تسقط أم لا...

لذلك يسمح بالضيقات أحيانًا، ويرى موقف محبتنا له إزاءها. وهل نصمد أم نهتز... ولعلني أذكر هنا مثل تلك الأم القديسة، التي احتملت في أيام الاستشهاد أن يذبحوا أولادها على حجرها، وهي تشجعهم وتقويهم على احتمال الموت. ولم تقل لماذا يا رب تسمح لي بهذه التجربة التي حسب الطبيعة لا يمكن أن يحتملها قلب أم...

نقول هذا لتبكيت الذين إن حلت بهم تجربة ولو بسيطة، يتذمرون، وقد يجدفون على الله. ويقولون: ما عدنا نصلي. ما عدنا نذهب إلى الكنيسة‍‍!!

خسارة أن تسقط محبتنا أمام الباب الضيق والطريق الكرب! 

إن محبتنا لله يمكن أن تختبر بالضيقات. ومحبتنا للناس تختبر باحتمالنا لمعاملاتهم أو جحودهم أو إساءاتهم، لتعرف هل هي محبة حقيقية ثابتة لا تسقط أبدًا، أم هي غير ذلك:

انظر إلى بولس الرسول وهو يقول (مَن سيفصلنا عن محبة المسيح: أشدة أم ضيق أم اضطهاد، أم جوع أم عري، أم خطر أم سيف؟... ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا...) (رو8: 35، 37).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/mankind.html

تقصير الرابط:
tak.la/2j2sg9n