الإدانة بالفكر، ربما تكون أخف ألوان، لأنها قاصرة على الشخص الذي يدين، ولم تنتشر في الخارج.
ولكن خطورتها أنها نقطة البدء، وإنها المصدر لكل الأنواع الأخرى من الإدانة. لذلك يجب الأنتصار عليها قبل أن تتطور، وقبل أن تسيء إلى آخرين، وتنتقل من درجة إلى أخرى.
على أن الإدانة بالفكر قد تكون أولًا مجرد حرب روحية.
وقد ينتصر عليها الإنسان ويطردها من ذهنه، قبل أن تصبح خطية. أما إذا ترك فكر الإدانة داخله، وبدأ يقتنع به، ثم خلطه أيضًا بمشاعره، فحينئذ لا تكون الإدانة مجرد حرب، إنها لاقت مقبولًا في الداخل.
وقد لا يكتفي الإنسان بالرضي بفكر الإدانة، وإنما يضيف عليه تصورات وتخيلات من عنده، لتكبيره وتجسيمه.
ويحدث هذا كثيرًا، إن كان لا يحب الشخص الذي يدينه، أو أن كان يكرهه أو يحقد عليه... وحينئذ لا يكتفي بأن يجعل فكر الإدانة يستقر ويستمر... ولا يكتفي بالتفكير في أخطاء أخرى، وينكشف فيها أمام الناس، أو أن يضبطوه في كذا وكذا، وينفضح، أو يحاكم.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وهكذا يكون الفكر مجرد شاشة يعرض عليها القلب ما في داخله من مشاعر خاطئة وتصورات بشعة.
المفروض أن توقف فكر إلإدانة بمجرد أن يخطر على ذهنك. ولكنك إن وصلت إلى هذا الحد، فإن الأمر معك لا يقتصر على علاج الإدانة، وإنما بالأكثر معالجة أسبابها والتخلص مما في القلب من مشاعر خاطئة...
والإدانة بالفكر تتبادل الموقع مع الإدانة بالقلب:
فالفكر حينما يدين إنسانًا، يوصل مشاعر خاصة بهذه الإدانة إلى القلب. والقلب إذا وجدت فيه أمثال هذه المشاعر، يصدر أفكارًا إلى العقل. وهكذا يغذي كل منهما الآخر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/judge-not-others/thought.html
تقصير الرابط:
tak.la/dvsk3b8