4- إدانة الهرطقات والبدع
يقول القديس يوحنا الرسول، وهو من أشهر الرسل بالمحبة: "إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم، فلا تقلبوه في البيت ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة" (2يو10، 11).
فهل الذي يرفض المبتدعين ولا يقبلهم ولا يسلم عليهم، يكون قد وقع في خطية إدانة؟ محال أن يكون هذا. بل أنه يقع خطية إن كان يسلم عليهم....
والسيد المسيح يقول "لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تلقوا درركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم" (متى 7: 6). فكيف نفعل هكذا، إن لم نعرف أنهم كذلك. وهذه المعرفة ليست خطية، لأنه بدونها لا يتم تنفيذ الوصية وبالمثل أيضًا يقول الرب:
"احترزوا من الأنبياء الكذبة، الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة" (متى 7: 15).
فالاحتراس من الكذبة -وإن كان يحمل إدانة لهم ولكذبهم- إلا أنه ليس خطية إدانة، لأن الإنسان الروحي ينبغي أن يكون حريصًا، مميزًا للأرواح حسب وصية الرسول (1 يو 4: 1). فالاحتراس من الأشرار ليس خطية. ومعرفة أنهم يأتون بثياب الحملان وهم ذئاب خاطفة، ليس فيه خطأ، بل فيه حكمة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ليست الروحيات أن تسير مغمض العينين، حتى لا تبصر ولا تدرك حيل الذئاب الخاطفة؟!
فالكتاب يقول "الحكيم عيناه في رأسه، والجاهل يسلك في الظلام" (جا 2: 14). فهل السلوك في الظلام فضيلة؟ كلا. نحن لا نريدك أن تلعن الظلام إنما يكفي أن تميزه، وتبعد عنه، وتسلك في النور. وقد وضح السيد المسيح أن التمييز بين النور والظلمه أمر سهل، فقال "من ثمارهم تعرفونهم" (متى 7: 16).
نقطة أخرى نقولها في"الإدانة غير المخطئة" وهي: النصح والهداية والتوبيخ.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/judge-not-others/condemnation-of-heresies.html
تقصير الرابط:
tak.la/8x3jqz8