لعل إنسانًا يسأل: لماذا هذه التجربة تحل على إنسان قديس، شهد له الله مرتين بأنه "رجل كامل ومستقيم، وليس مثله في الأرض" (أي 1: 8) (أي 2: 3)..
والحقيقية أن هذه التجربة كانت للخير من عدة نواح:
* كانت التجربة لخير أيوب، أوصلته إلى الاتضاع.
كان مُحَاربًا بشيء من المجد الباطل... كان بارًا، ويعرف عن نفسه أنه بار. ولهذا قال "لبست البر فكساني. كجبة وعمامة كان عدلي" (أي 29: 9). وقيل عنه أنه "كان بارًا في عيني نفسه" (أي 32: 1).. فكانت التجربة لازمة له، لتعمل معه للخير،، توصله إلى انسحاق القلب، وإلى معرفة الله. ولما وصل إلى عبارة "أندم في التراب والرماد" (أي 42: 6).. رفع الله عند التجربة.
* وكانت التجربة نافعة لأصحاب أيوب الثلاثة:
ذلك لأنهم كانوا "معزين متعبين" (أي 16: 2). وقد استذنبوا أيوب وأساءوا إليه (أي 32: 3). وحتى من جهة الله، لم يتكلموا عنه بالصواب (أي 42: 8). فكانت التجربة لازمه لهم،، لتصحيح مفاهيمهم الروحية... وقد قادتهم إلى التوبة "واصعدوا محرقات لأجل أنفسهم" (أي 42: 7).
* وكانت التجربة نافعة للعالم كله.
تلقي بها العالم درسًا في الصبر، كما قال القديس يعقوب الرسول "خذوا يا إخوتي مثالًا لاحتمال المشقات والأناة... ها نحن نطوب الصابرين. قد سمعتم بصبر أيوب، ورأيتم عاقبة الرب.." (يع 5: 10، 11).
* وحتى تجربة أيوب، من الناحيتين العائلية والمادية، كانت نافعة له، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.
فقد "زاد الرب على كل ما كان لأيوب ضعفًا... وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاه" (أي 42: 10، 12). أعطاه الرب ضعف ما كان له من الخيرات المادية. ووهبه الرب بنين وبنات "ولم توجد نساء جميلات، كبنات أيوب في كل الأرض" (أي 42: 15). ووهب الرب أيوب عمرًا طويلًا، "فعاش بعد التجربة 140 سنة، ورأى بنيه وبني بنيه إلى أربعة أجيال"..
* وهكذا كانت التجربة لخيره، لما احتملها.
* وكانت تجربة أيوب خجلًا للشيطان.
* أو كانت هزيمة جديدة له، لأن الشيطان قد لا يخجل من أخطائه. لذلك نقول كانت هذه التجربة سبب خزي له. فتعبير "خزي "أكثر موافقة للمعني...
وهكذا كانت تجربة تعمل معًا للخير لكل الأطراف...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/hope/job.html
تقصير الرابط:
tak.la/vmdd672