1 - إن عبارة جرب في كل شيء مثلنا تعني جُرب من الخارج، دون أن يكون في داخله أي ميل للخطية، أو أي خضوع للتجربة...
والعجيب أنهم يوردون في كتابهم الآيات الخاصة بقداسة المسيح. ولكنهم لا يعتقدون أن هذا راجع لطبيعته القدوسة، وإنما لأنه انتصر في الحروب.
والرد على هذا واضح، لأن الملاك الذي بشر بولادته قال للسيدة العذراء "لذلك القدوس المولود منك يُدعى ابن "الله (لو 1: 35). إذن ولد هكذا.
2 - ونقول أيضًا إن السيد المسيح شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية.
عبارة "في كل شيء" تعني كمال ناسوته، أي أنه قد ولد بطبيعة بشرية كاملة، لا ينقصها شيء. لذلك عندما قامت هرطقة تقول إن السيد المسيح لم يكن محتاجًا إلى الروح، لأنه يحيا بلاهوته...حرمت الكنيسة الجامعة هذه الهرطقة، لأنه -بدون روح- لا يكون قد شابهنا في كل شيء من جهة تركيب هذه الطبيعة البشرية.
أما أن يَرِث الميل إلى الخطية، فهذا ضد كمال المسيح.
والعجيب أنهم نشروا كلامهم هذا في مؤلفهم [الكتاب يتكلم] تحت باب أسموه (كمال المسيح)..! فكيف يكون المسيح كاملًا، مع وراثته الميل إلى الخطية، بينما الميل إلى الخطية نقص... نقص في البر والنقاوة.
3 - إن الميل إلى الخطية، لا يتفق مع قول الملاك جبرائيل المبشر للقديسة العذراء قائلًا لها:
".. لذلك أيضًا القدوس المولود منك يُدعى ابن الله" (لو1: 35).
فكيف يكون قدوسًا، وله ميل إلى الخطية، حسب بدعتهم؟!
وعبارة "القدوس" المولود منك تعني أنه ولد بالقداسة.
* وكما ذكر رئيس الملائكة جبرائيل عبارة (قدوس)، ذكرها أيضًا الآباء الرسل. فيقول عنه القديس بولس الرسول: لأنه" كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة، وصار أعلى من السموات" (عب 7: 26).
وعبارة بلا شر ولا دنس تعني أيضًا لا ميل فيه إلى الخطية وعبارة "انفصل عن الخطاة تعني كذلك أنه لم يشابههم في شيء من جهة خطاياهم. وورد هذا في نفس الرسالة إلى العبرانيين التي اقتبسوا منها شابه" أخوته في كل شيء" (عب 2: 17).
* والقديس بطرس الرسول في توبيخه لليهود، يقول لهم:
"ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار، وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل" (أع 3: 14).
بل الشعب أيضًا صلى لله قائلًا "لأنه بالحقيقة قد اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذي مسحته هيرودس وبيلاطس البنطى" (أع4: 27).
بل إن السيد المسيح يشهد عن نفسه هذه الشهادة في رسالته إلى ملاك كنيسة فيلادلفيا، في سفر الرؤيا فيبدأها بقوله:
"هذا يقوله القدوس الحق الذي له مفتاح داود الذي يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح" (رؤ 3: 7).
فكيف يجرؤ هؤلاء السبتيون أن يقولوا أن السيد المسيح له المجد، القدوس البار، قد ورث الميل إلى الخطية مثل باقي بني آدم؟!
هذه البدعة التي ارتفع عن مستواها الشيطان نفسه!!
إذ في معجزة شفاء رجل من روح نجس صرخ الشيطان قائلًا "ما لنا ولك يا يسوع الناصري، أتيت لتهلكنا؟! أنا أعرفك من أنت قدوس الله" (مر1: 24) (لو 4: 34).
4 - السبتيون أصحاب هذه البدعة يتجاهلون عمل الروح القدس في الحبل المقدس بالسيد المسيح.
إنه لم يكن حبلًا عاديًا مثل سائر بني آدم، بل إن الملاك جبرائيل قال في تبشيره للقديسة العذراء مريم:
"الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك. لذلك أيضًا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو 1: 35).
وبالحلول الأقنومي للروح القدس في بطن العذراء، كان له عملان: أحدهما تكوين جنين في بطنها (بغير زرع بشر). والعمل الثاني هو تقديس مستودعها، حتى أن المولود منها لا يرث الخطية الجدية الأصلية، فلا يرث أي ميل إلى الخطية...
لو كانت ولادة عادية، لكان لكم العذر فيما تقولون ولكن هذا التجسد الإلهي، هو سر عجیب (1 تي 3: 16)، لا يجوز لكم فيها إطلاقًا أن تنكروا عمل الروح لذلك نحن نقول في قانون الإيمان تجسد" من الروح القدس ومن مريم العذراء".
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
5 - إن الميل إلى الخطية لا يتفق مع لاهوت هذا المولود.
فكيف يتحد اللاهوت مع جسد فيه ميل إلى الخطية؟! مستحيل.
* نقول هذا لأن السبتيين الأدفنتست: فيما يقولون إن السيد المسيح ورث الميل إلى الخطية هم أيضًا يؤمنون بلاهوت السيد المسيح.
وكتابهم [الكتاب يتكلم]، كما ذكر وراثة السيد المسيح للخطية ص 197، تحدث في القسم الثاني منه عن (ألوهية المسيح) من ص 66 إلى ص 69.
وأورد في تلك الصفحات وأما عن الابن: “كرسيك يا الله إلى دهر الدهور" (عب 1: 8)، و"كان الكلمة الله” (يو 1: 1). ونبوة ميخا النبي عنه “ومخارجه من القديم منذ أيام الأزل" (ميخا 5: 2) وركزوا في مجيئه الثاني على ملكوته وملائكته ومختاريه، وعلقوا بعبارة "عرف بألوهيته السامية ومساواته بأبيه في السموات". وذكروا عبارة "فإن فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا" (كو3: 9).
ومع كل ذلك يقولون -وفي نفس الكتاب- إنه ورث الميل إلى الخطية!! أليس في هذا لون من التناقض (بين اللاهوت والميل إلى الخطية)؟!
هوذا الكتاب يقول "أية خلطة للبر والإثم؟! وأية شركة للنور مع الظلمة؟! وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟!" (2 كو 6: 15،14). ومن له أذنان للسمع فليسمع...
6 - وراثة الخطية الأصلية هي بدعة ضد الفداء الذي قدمه المسيح.
فالذي له خطيته، يموت عن خطيته. أما الذي بلا خطية: فإن مات، يمكن أن يموت عن خطية غيره. وهكذا لا بُد أن يكون الفادي بلا خطية. وإذ ليست له خطية يموت بسببها، فإنه يموت عن غيره فيفديه.
وهم يقولون إنه كان بلا خطية. وإنه اتخذ طبيعة الإنسان في حالته الساقطة، حاملًا نتائج الخطية وليس إثمها. كان واحدًا مع الجنس البشري إلا في الخطية. كان يسوع مُجربًا في كل شيء مثلنا بلا خطيئة، لأنه قدوس بلا شر.
فكيف مع كل هذا يكون قد ورث الميل إلى الخطية؟ هل في هذا نوع من التناقض. أم يقصدون ورث الميل إلى الخطية دون أن يمارسها بالفعل!!
فإن كان المسيح قد ولد بميل إلى الخطية -حسب بدعتهم- ما كان ممكنًا له أن يقوم بعمل الفداء فيقدى البشرية كلها.
إذن عقيدتهم التي ينشرونها هي ضد الفداء الذي هو أساس خلاص العالم كله.
يقولون عن السيد المسيح إنه إن كان لا يشبهنا في كل شيء، لا يكون ذا نفع. نعم إنه يشبهنا في كل شيء ما عدا الخطية. لأنه لو كان لديه ميل إلى الخطية -حاشا- لا يكون حينئذ ذا نفع لنا.
* وعلى الرغم من هذا، فالسبتيون يؤمنون بالخلاص، والخلاص بالمسيح وحده، الذي جاء ليخلص شعبه من خطاياهم (ص80 الكتاب يتكلم) ويستخدمون عبارة "ليس بأحد غيره الخلاص" (أع 4: 12)، وأنه بذل نفسه فدية لأجل الجميع (1تي 2: 6). وأن من مؤهلات الفادي والمخلص: القداسة أو الانفصال عن الخطية (ص 81 الكتاب يتكلم) ويستخدمون قول الكتاب عن المسيح "الذي لم يفعل خطية، ولا وجد في فمه غش" (1بط 2:22).
* ومع كل هذا يقولون إنه ورث الخطية الأصلية والميل إلى الخطية. وكان معرضًا للسقوط ما أعمق هذا التناقض الذي يعيشون فيه وينشرونه!
وفي تناقض آخر يقولون في كتاب إيمانهم ص 80:
"أخذ يسوع على عاتقه طبيعتنا بكل احتمالاتها. لكنه كان متحررًا من الفساد الموروث أو من الفسوق والخطية الفعلية... لم يكن لدى يسوع نزعات أو ميول شريرة أو حتى أهواء أثيمة"
إذن ما معنى وراثة الخطية والميل إلى الخطية؟!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mk498x5