يقول السيد الرب في علامات مجيئه:
"لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن، ولن يكون" (مت 24: 21). "لأنه يكون في تلك الأيام ضيق لم يكن مثله منذ ابتداء الخليقة التي خلقها
الله إلى الآن، ولن يكون" (مر13:20)
فما هو هذا الضيق العظيم، كما يعتقد السبتيون الأدفنتست؟
يقولون إن ذلك الضيق هو السلطة البابوية التي استمرت 1260 عامًا!!
وهذا واضح في كتاب إيمانهم (فصل 24) عن معتقدهم في مجيء المسيح الثاني.
ويرون أن هذه المدة هي من أول سنة 538 إلى سنة 1798 التي أسر فيها البابا على يد الثورة الفرنسية ونفي وألقى في السجن "لأن حقبة الـ1260 سنة من الهيمنة البابوية بلغت نهايتها في سنة 1798م مع أسر البابا (كتاب إيمان الأدفنتست السبتيين ص 580).
وهذا الأمر غير معقول على الأقل للأسباب الآتية:
1 - إن أسر البابا كان حادثة عارضة، ثم عاد إلى قوته، بل صارت له مملكة خاصة به هي الفاتيكان، وصار من رؤساء الدول. ولكنهم يقدمون هذا الزعم بسبب أصلهم البروتستانتي وعداوتهم التقليدية للكاثوليك...
2 - السيد المسيح يقول عن الضيقة العظيمة إنها كانت قصيرة، وليست 1260 عامًا. وهكذا يقول "ولو لم تقصر تلك الأيام، لم يخلص جسد. ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام" (مت 22:24) (مر13: 20) فكيف تقصر تلك الأيام إن كانت قد بلغت 1260 عامًا؟!
3 - مرّ عام 1798 ولم تأت النهاية، ولم نعرف متى تأتي!! كما أن الأدفنتست عادوا في كلامهم عن أواخر الأيام.
وقالوا في كتاب إيمانهم (فصل 24، فصل 583) تحت عنوان (انتعاش البابوية):
"وفقًا لنبوءة الكتاب المقدس ستتلقى البابوية في نهاية الـ1260 سنة جرحًا مميتًا، لكنها لن تموت" (فصل 12): ويظهر الكتاب أن جرحها المميت سيبرأ، وستختبر البابوية تجديدًا كبيرًا لنفوذها واحترامها (رؤ13:30). "وفي الوقت الحاضر ينظر الكثيرون إلى البابا قائدًا أدبيًا للعالم".. وهذا يظهر ما يقع فيه الأدفنتست من تناقض. كما يثبت أن ما قاله عن الضيقة العظمى وموعدها لم يكن كلامًا سليمًا...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
4-أما الضيقة العظمى بمعناها الصحيح فهي الارتداد العام الذي يسبق المجيء الثاني، حسبما ورد في الرسالة الثانية إلى تسالونيكي.
حيث يقول بولس الرسول عن "مجيء ربنا يسوع المسيح" إنه "لا يأتي إن لم يأت الارتداد أولًا، ويستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك، المقاوم والمرتفع على كل ما يُدعى إلها أو معبودًا، حتى أنه يجلس في هيكل الله كإله، مظهرًا نفسه أنه إله... الذي مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين" (2 تس 2: 3- 10).
هذا الارتداد العظيم الذي يحدثه ضد المسيح هذا Anti Christ هو وقت الضيقة العظمى.
هذه الضيقة العظمى التي قيل عنها أيضًا في سفر الرؤيا -عن الوحش- "وأعطى أن يصنع حربًا مع القديسين ويغلبهم" (رؤ13:7).
ليست هي إذن فترة من الهيمنة البابوية كما يدعون!!
5 - كذلك فإن السيد المسيح قد قال عن الضيقة العظمى "لم يحدث مثلها منذ بدء الخليقة ولن يكون".
فهل تلك "الهيمنة البابوية" كانت أصعب من عصر الاستشهاد في أيام المملكة الرومانية، بكل قسوتها ومحاولتها إلغاء المسيحية؟!
وهل تلك الفترة ستكون أصعب من فترة الوحش وضد المسيح والارتداد العام؟!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/nggmw5t