"الله يريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تي 2: 4) هكذا قال الرسول. ولكن هل خلص الجميع؟! وإن لم يخص الكل، فلماذا؟
مشيئة الله في أن يخلص الجميع، معها القوة المنفذة وهي النعمة. ومعها أيضًا حرية مشيئة الإنسان.
فالله يريد أن الجميع يخلصون، ولكن بإرادتهم، بقبولهم ورضاهم. ولا يرغمون على الخلاص إرغامًا..!
لقد أعطانا الرب على الصليب خلاصًا مجانيًا، كما قال الكتاب: متبررين مجانًا بنعمته، بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه" (رو 3: 24، 25) وهكذا قال أيضًا "لأنكم بالنعمة مخلصون، بالإيمان. وذلك ليس منكم. هو عطية الله" (أف 2: 8)
ومع ذلك، فكثيرون لم ينالوا هذا الخلاص المجاني!!
نعمة الله قدمته لهم، ولكنهم رفضوه، بإرادتهم!!
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
هنا نرى عدم تجاوب الإرادة البشرية مع نعمة الله التي تقدم خلاصًا مجانيًا. هوذا المخلص قد جاء إلى خاصته. وخاصته لم تقبله! (يو 1: 11) "النور أضاء في الظلمة، والظلمة لم تدركه" (يو 1: 5) فلماذا؟ لأن قلوبهم كان لها اتجاه آخر، اتجاه مضاد. وهكذا يقول الكتاب "النور قد جاء إلى العالم. وأحب الناس الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة" (يو 3: 19).
إن النعمة تحمل إليك الخلاص. ولكن عليك أن تقبله.
وكما قال أحد القديسين عن حياة البر "إن الفضيلة تريدك أن تريدها لا غير"، فإن أردت سوف تعمل فيك، وتكمل العمل كله...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/grace/salvation.html
تقصير الرابط:
tak.la/52cjpj9