ليتنا -في حياتنا جميعًا- نختبر عمل النعمة.
كثير من الناس لم يختبروا النعمة بعد!! لقد جربوا قوتهم البشرية، وجربوا القدرات والمهارات والحيل البشرية. وجربوا المعونة التي تأتيهم من الناس. ولكنهم للأسف لم يختبروا نعمة الله ولم يسلموها حياتهم لتعمل فيها...
وكلما يقع أحد منهم في إشكال، يحاول أن يصل إلى الحل، إما بعقله البشري، أو عن طريق الناس. دون أن يسكب نفسه أمام الله طالبًا تدخل نعمته.
هناك إذن من يعتمد على أصحابه أو على ذاته. وهناك نوع من الناس يفتح السماوات بصلاته.
وكل واحد من هذين له منهج في الحياة يختلف عن الآخر...
ولعل واحدًا يسأل: أنا لم أر هذه النعمة التي تُعْطَى!
أنت لم ترها، لأنك لم تختبرها... ولم تختبرها لأنك لم تطلبها لأنك لا تشعر حتى الآن بقيمتها في حياتك من كل ناحية... لذلك حاول أن تصر على الأخذ من الله وحده... قُلْ له:
يا رب، أنا لا آخذ إلا منك أنت.
لن أطلب من العالم، ولا من الناس ولا من قدراته وذكائي! سأطلب منك أنت، وسوف آخذ لأنك أنت القائل: اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم" (مت 7: 7) لماذا تاهت عني هذه الوعود الإلهية ولم أختبرها؟! لماذا لم أجرب الصلاة التي آخذ بها من عطايا النعمة الإلهية ما أريده؟! هوذا الرب يقول لنا ما سبق أن قاله لتلاميذه "إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي. اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملًا" (يو 16: 24).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
الصلاة إذن تفتح لنا أبواب النعمة.
العيب إذن فينا، لأننا لم نطرق بعد أبواب النعمة. فلنحاول أن نطرق بابها لنأخذ...
في بعض الأحيان تعمل النعمة لأجلنا دون أن نطلب. ولكن عندما يأتينا الخير، قد لا ننسبه إلى النعمة، إنما لمصادر أخرى أما إذا كنا نطلب، وتأتينا الاستجابة، فحينئذ سنفرح بالرب ونشكر وتتعمق علاقتنا به كأب يعطينا ما نطلبه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/grace/let-us-experience-giving.html
تقصير الرابط:
tak.la/86q89h2