إن عرفت الله ستقع في ذهول، أو تسكر بمحبته.
وهذا ما يسميه بعض الكتاب حالات "الدَّهش". لأنك حينئذ ستعرف "ما لم يخطر على قلب بشر" (1كو9:2). أو ربما تعرف "كلمات لا ينطق بها" (2كو4:12). وهذه المعرفة توجد في قلبك أحاسيس وعواطف أسمَى من أن نسطرها. وبمعرفتك لله سوف تزدرى بكل معرفة أخرى، هذه التي قال عنها الكتاب إنها "جهالة عند الله" (اكو19:3). وحينئذ يسمو عقلك في تفكيره. وتنال روحك شبعًا وريًا.
وإذا عرفت الله حقًا، سوف تزهد كل ما في العالم.
ستزهد شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة" (1يو16:2) لأنك إن أحببت أمور العالم هذه، لا تكون فيك محبة الآب" (1يو15:2)، ولا تكون قد عرفت الله بعد. انظر إلى بولس الرسول كيف أنه خسر كل الأشياء وهو يحسبها نفاية من أجل فضل معرفة الرب (في8:3).
إن الذي يعرف الله، لا شك سوف يكتفي به، ويقول مع داود النبي: "معك لا أريد شيئًا على الأرض" (مز25:73).
ويقول معه في نفس المزمور "وأما أنا فخيرٌ لي الالتصاق بالرب".
إن وصلت إلى هذا المستوى الروحي تكون قد عرفت الله. أقصد تكون عرفته بعض المعرفة.
إن معرفة الله هي معرفة ذوقوا وانظروا" (مز8:34).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
يبقى السؤال الهام في هذا الموضوع، وهو:
كيف يمكننا أن نعرف الله، هنا؟
عفوًا، أتراني فتحت معك الآن الباب الرئيسي، الذي بلا شك ليس مجاله الآن.
ربما نتحدث عنه فيما بعد، في كتاب خاص.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/god-and-man/asceticism.html
تقصير الرابط:
tak.la/cj6fqqp