أما الإنسان الروحي، الذي يملك السلام على قلبه، فلا يخاف الموت.
لأن استعداده للموت بالحياة البارة، ينزع خوف الموت من قلبه. بل على العكس يشتهى الموت، الذي ينقله إلى عشرة المسيح والملائكة والقديسين. ويذكر قصص الشهداء وآباء البرية.
الشهداء الذين لم يخافوا الموت ولا التعذيب ولا التهديد، ولا الولاة ولا المحاكمات ولا السجون. وكانوا يرتلون في السجون، ويفرحون بلقاء الرب... سيرة قلوبهم القوية، تمنحك قوة فلا تخاف، يملك السلام على قلبك...
كذلك آباء البرية، الذين ما كانوا يخافون الوحدة في البراري.
بل يجدون فيها متعة روحية، وما كانوا يخافون حروب الشياطين، ولا وحوش البراري، ولا دبيب الأرض، وبعضهم كان يسكن أحيانًا في القبور، ولا يخاف. ومعروفة قصة أبا مقار الذي نام في مقبرة وقد وضع جمجمة تحت رأسه، فتحدث معها الشياطين لكي يفزعوه، وبكلام هُزء، حتى يفقد هدوء قلبه... ولم يخف.
كونوا إذن أقوياء القلب، وعيشوا في سلام. لا تخافوا، وليكن لكم سلام في قلوبكم.
لكي يحتفظ الإنسان بسلامة واطمئنانه، ينفه أن يتذكر قوة الله الحافظة.
يؤمن بأن الله موجود، وأنه يعمل لأجله، كما يؤمن أن كل مشكلة لها حل، وأن الله عنده حلول كثيرة وغير المستطاع عند الناس، مستطاع عند الله، "وكل شيء مستطاع للمؤمن" (مر9:24).
ولكي يحصل على السلام الداخلى، يتذكر أن ملاك لله حال حول خائفيه وينجيهم، وأننا محاطون بملائكة كثيرين لحفظنا. وفي الكتاب أمثلة عديدة لهذا. وكذلك يتذكر عمل القديسين وصلواتهم من اجلنا وشفاعتهم فينا، وأننا لسنا وحدنا. كذلك عمل النعمة والروح القدس فينا.
وفي الاطمئنان، لنحترس من الاطمئنان الزائف.
مثل مريض بسرطان خطير، يدخلون الاطمئنان إلى قلبه، بأن المرض مجرد كيس دهني بسيط..! أو مثل اطمئنان مدير عام لعمل، يشعره موظفوه بأن كل شيء تمام! ويثق بذلك دون فحص...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/fruit-of-the-spirit/peace-unfearful.html
تقصير الرابط:
tak.la/97at79s