محتويات
كنا خدمتنا معه، نلاحظ ما يأتي:
1- كان يحضر إلى الكنيسة مبكرًا. وفي الطريق من المنزل إلى الكنيسة كان يردد بعض المزامير.
2- كان يقبل الباب الخارجي للكنيسة. ثم يسجد على عتبة بيت الله. ثم يقبل الباب الداخلي. وبعد ذلك يسلم على القديسين، ويقبل أيقوناتهم، وكأنهم أصدقاء شخصيون له.
3- كنا نلاحظ عليه الخشوع في الصلاة، بصورة تشعر من حوله أنه يتحدث مع المسيح شخصيًا، وأنه يحمل جسد المسيح ودمه الحقيقيين.
4- كان لا يجلس ابدأً وقت القداس الإلهي، سواء كان هو الذي يخدم أم غيره.
ونزلنا معًا لنذهب إلى كنيسة مارمرقس... وسمعته يرتل (المزمور 22) "الرب راعي، فلا يعوزني شيء.."
ووصل إلى الكنيسة. فدلف إلى الداخل ليسجد... كان يسجد كما لو كان الرب متمثلًا أمامه فعلًا... وقبل باب الهيكل، ثم عاد إلى الباب الخارجي...
ووقف إلى أيقونة يحييها ويقبلها... ها هنا الكنيسة المنظورة تعلن عن دائرة الحب العميقة الممتدة بينها وبيت الكنيسة غير المنظورة... إن الرجل يعايش القديسين...
يعايشهم في صلاته، وفي استشفاعه بهم، حين يذكرهم في المجمع في القداس... أنهم ولا شك يتراءون أمامه في قافلة من نور يحيط بهم شعاع من المجد الأسنى، المنبثق من مصدر النور الحقيقي مخلصنا الصالح نفسه...
ويصل الرجل إلى باب الكنيسة، فيقبله في وِد... الرجل الشيخ يشعر أن الرب قد منحه نعمة الدخول إلى قدس الأقداس، وهو لذلك يمجده عند الباب شاكرًا.
إن داود في العهد القديم، وإن طلب الاكتفاء بالجلوس عند العتبة، فإن حنان الله قد سمح لأبناء العهد الجديد أن يتجاوزوا هذا الحد، ليصلوا إلى عمق الأعماق، إلى المذبح الإلهي.
حقًا يا أبي القمص ميخائيل: إنه منظر لن أنساه، منظرك وأنت تقبل في حب باب الكنيسة. وقتها لم أملك دمعه سالت من عيني حارة قوية وكأنها تؤكد لي: ها هوذا الإيمان بخير، فلا تخف. إن الكنيسة حية في القلوب، وستظل كذلك...
كنت في الإسكندرية في سبتمبر الماضي، وذهبت إلى الكنيسة، ولم يكن هو الخادم، وإنما كاهن آخر. أما هو فوقف عند المذبح خاشعًا عابدًا.
وحين وصل بنا الروح القدس إلى كلمة "الجسد المقدس"، سجد الرجل الشيخ برأسه إلى الأرض. ظل على هذا الوضع حتى نهاية الاعتراف.
حقًا أنه لمنظر ملائكي. وتساءلت كيف يحتمل هذا الشيخ سجودًا هذا مدته؟! ورفعت قلبي إلى الله أمجده في قوة عمل الروح القدس في هؤلاء الآباء القديسين.
سليمان نسيم
كان دائم التردد على كنيسة مارمينا بآخر مصر القديمة، حيث كان يقابله أبونا المتنيح القمص مينا المتوحد (المتنيح البابا كيرلس)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وكان يذهب إلى الكنيسة مبكرًا جدًا.
وذات مرة لمحته وهو داخل من الباب الخارجي، يسجد على أرض الشارع، ويقبل عتبة البوابة الخارجية للكنيسة. كما كنت أراه أحيانا بكنيسة الأنبا شنوده بمصر القديمة، يقف في مكان لا يمكن لأحد أن يلمحه فيه بسهولة، لأن حجاب الهيكل كان أمامه، وخلفه حائط عال جدًا، حيث كنت أراه رافعًا كلتي يديه إلى فوق، وواقفًا طيلة القداس الإلهي يصلي، بحرارة وخشوع وانسكاب شديد.
القس يوحنا إسكندر
ذات مرة دخلت إحدى الكنائس بالإسكندرية، وكان المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم قد حضر إليها وصلى القداس فيها. وكان المتناولون في الهيكل متعجبين جدًا، إذ أنه على الرغم من كبر سنه، وعلى الرغم من أنه كان يصلي القداس مع كاهن آخر، إلا أنه لم يرد أن يجلس بتاتًا. وظل واقفًا طوال القداس، علاوة على أن نظراته كانت منخفضة إلى أسفل طول الوقت. وصوته الهادئ المؤثر مع دموع كثيرة على خديه، أثرت في الحاضرين.
نبيل نعيم تادرس
مدرس بسيدي بشر بالإسكندرية
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/fr-mikhail-ibrahim/church.html
تقصير الرابط:
tak.la/p46kpja