مباركة الله لنا، هي مباركة الكبير للصغير (عب7: 7).
أما مباركتنا للرب، فتعني تسبيحه، أو الاعتراف ببركته، وشكره عليها.
وهكذا يقول داود في المزمور "باركي يا نفسي الرب، ولا تنسى كل حسناته" (مز103: 1، 2). ويعني هنا الاعتراف ببركاته وحسناته، وذكرها باستمرار، ومن أعماق القلب "باركي يا نفسي الرب، وكل ما في باطني فليبارك اسمه القدوس".. وبعد ذلك يذكر المرتل بالتفصيل إحسانات الله إليه.
وهكذا فعل زكريا الكاهن أبو يوحنا المعمدان، لما فك الله عقدة لسانه: انفتح فمه وبارك الله (لو1: 64). وهكذا فعل سمعان الشيخ، لما رأى الطفل يسوع، فشكر الله على خلاصه، إذ "حمل الطفل على ذراعية، وبارك الله" (لو2: 28).
ومباركتنا لله تعني تمجيده أيضًا.
وهكذا نقول في تسبحة البصخة باستمرار "لك القوة والمجد والبركة".
ويقول القديس يعقوب الرسول عن اللسان "به نبارك الله الآب، وبه نعلن الناس الذين خلقوا على شبه الله" (يع3: 9). وهنا عبارة نبارك الله تعني نمجده أو نسبحه...
وبالمثل حينما قال أيوب الصديق في تجربته "الرب أعطى، الرب أخذ. ليكن اسم الرب مباركًا (أي ممجدًا" (أي1: 21).
ويقول المرتل للرب في المزمور "طوبى لكل السكان في بيتك، يباركونك إلى الأبد" (مز84: 4) أي يمجدونك ويسبحونك.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وهنا نرى داود في هذا المزمور يدعو الناس إلى مباركة الله.
أي إلى تسبيحه وتمجيده، فيقول "ها باركوا الرب يا عبيد الرب". وهو في المزمور (103) لا يقتصر فقط على دعوة البشر بل أنه يقول "باركوا الله يا ملائكته المقتدرين قوة، الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه. باركوا الرب يا جميع جنوده، خدامه العاملين مرضاته. باركوا الرب يا جميع أعماله في كل مواضع سلطانه. باركي يا نفسي الرب" (مز103: 20-22).
ونرى هنا أن الذين يباركون الرب أي يمجدونه، هم الفاعلون أمره، العاملون مرضاته.
هم الذين يمجدونه بالطاعة، ويسبحونه بعمل مشيئته. وهم الذين ينطبق عليهم قول الرب في العظة على الجبل "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت5: 16). فعلمنا الخير، يجعل اسم الرب مباركًا من الناس.
إننا نبارك الرب بأساليب روحية متعددة ومتنوعة.
نباركه في صلواتنا بكلام التسبيح والتمجيد. ونباركه بقبول مشيئته وعدم التذمر أيًا كان الأمر، كما ترك أيوب الصديق لنا مثالًا. ونباركه أيضًا بالخشوع والوقار، في بيت أيوب الله، وفي وقت الصلاة. ونباركه حينما لا ننطق باسم الرب باطلًا (تث5: 11). ونباركه حينما تكون حياتنا قدوة للناس، وحينما ندعو الناس إلى محبته وحفظ وصاياه.
على أن المرتل يقدم لنا دافعين أساسيين للمباركة فيقول:
يا عبيد الرب "القائمين في بيت الرب".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/contemplations-compline/behold-bless-the-lord.html
تقصير الرابط:
tak.la/q789yb6