قليل من الناس يستطيعون التحكم في ملامحهم...
فغالبًا ما تكون الملامح كاشفة لحالة القلب...
سواء أراد الإنسان ذلك أم لم يرد. فإن إضطراب قلبه، ظهر الإضطراب في ملامحه.
إن إغتاظ، إن تضايق، إن إشمئز، إن خاف... يظهر كل ذلك على ملامح وجهة أو في نظرات عينيه حتى إن سرح في أحلام اليقظة تكشفه ملامحه.
ملامحه هي إعترفات غير إرادية تكشف ما بداخله!
فقد سضطرب، وينكر إضطرابه، ولكن ملامحه تعلن أنه غير صادق في إنكاره... وأحيانًا يفقد الإنسان هدوءه. وإن سألوه عن السبب ينكر. ولكن نبرات صوت، وحركات يديه، ونظرات عينيه، ووربما حركة شفتيه، وخلجات وجنتيه... كل ذلك ينطق بما في داخله، بما لا يسمح بمجال للشك...
لا تظنوا أن القلب خزانة مغلقة تكتم أسراره!
فكثيرًا ما يكون مكشوفًا ومفتوحًا بواسطة الملامح. وغالبًا ما تكون عين الشخص مرآة ترى فيها مشاعره الداخلية، وربما تقرأ فيها افكاره أيضًا. أي إنسان لماح يستطيع ذلك... لذلك بعض الناس يلبسون نظارات سوداء حتى لا يتمكن مجالسوهم من رؤية إنطباعاتهم ومشاعرهم في عيونهم...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
القلب الهادئ ملامحه هادئة ومريحة...
تحب أن تجلس إليه وتتأمل ملامحه. تتأمل الهدوء العجيب الذي يفيض من القلب ويكسو الملامح. لذلك لم يكن عجيبًا أن يقول أحد الرهبان للقديس الأنبا أنطونيوس: [يكفينى مجرد النظر إلى وجهك يا ابى].. ففى وجهه كان يرى السلام الداخلي الذي يملأ قلبه. وكان يرى كل ما في القلب من طهارة وبر...
أما القلب غير الهادئ، فملامحه غير مريحة.
هناك أشخاص في حالة غضبهم وانفعالهم تكون ملامحها غير مريحة. وكلك في حالة حزنهم أو ضيقهم تكون ملامحهم أيضًا غير مريحة... إذ يفقدون سلامهم الداخلي، ويفقدون الهدوء. ويظهر كل ذلك في ملامح وجوههم...
وقد تبلغ حالتهم إلى أن تصبح ملامحهم غير مقبولة، ولا تستطيع النظر إليها طويلًا. لأنها غير هادئه، ولا تساعد على هدوء الناظر إليها...
لذلك يجب التحكم في الملامح وتهدئتها:
والأفضل أن يهدئ الإنسان قلبه. وحينئذ تهدأ ملامحه تلقائيًا...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/calmness/features.html
تقصير الرابط:
tak.la/sy98b8s