الخوف والاضطراب
إذا خاف الإنسان، يفقد هدوءه. وإذا فقد هدوءه يخاف.
في حالة الخوف يتصور الإنسان مشاكل وأخطارًا، سواء لها وجود أو ليس لها وجود، فيضطرب. وكلما زاد تفكيره في هذه الأخطار، يزداد خوفه وإضطرابه، ويتخيل ما هو أسوأ وقد تكون كل مخاوفه من صنع نفسه...
الإنسان الهادئ لا يضطرب، مهما إضطربت ألأحوال من حوله.
وكما قال الرب عن البيت المبنى على الصخر (مت 7: 25). تهب الرياح والأمطار وتسيل الأنهار، وتصدم ذلك البيت فلا يسقط، لأنه مبنى على الصخر...
بطرس الرسول كان مُلْقَى في السجن، وكان هيرودس مزمعًا أن يقتله. ومع ذلك ذلك نام نومًا عميقًا حتى أن الملاك الذي جاء لينقذه لكزه في جنبه ليوقظه (أع 12: 3-7).
أما الإنسان الذي يخاف ويضطرب، فإنه يفقد هدوءه.
وفي خوفه واضطرابه يعجز عن التفكير الهادئ السليم.
وهكذا تتعقد الأمور أمامه، وتبدو بلا حل، فيفقد هدوءه تمامًا. ولاستعادة هذا الهدوء، لا بُد من معونة خارجية تسنده، وتوجد له حلًا. فإن عثر على الحل، يقل خوفه ويهدأ...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وتنفعه في هذه الحالة: الصلاة والمشورة.
بالصلاة يشعر بالقوة الإلهية التي تحل له مشاكله، فلا يخاف وبالمشورة يجد قلبًا محبًا عاقلًا إلى يقدم له الحل ويعالجه بالإيمان، فلا يخاف بل يهدأ.
ولعل البعض يسال عن الذين يخافون من الموت.
في الواقع إن الذي يخاف من الموت، يخاف بالأكثر من مصيره بعد الموت، وإلى أين يذهب. أما المؤمن الواثق بمحبة الله، والذي دائمًا يقدم توبة عن كل صغيرة وكبيرة، فإنه لا يخاف من الموت، بل يقول مع بولس الرسول: "لي إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جدًا" (في 1: 23). هكذا نجد أن الشهداء كانوا يستقبلون الموت بفرح، وكانوا هادئين جدًا ساعة موتهم، بلا إضطراب.
وهذا لا يمنع أن بعض القديسين كانوا يتكلمون عن الموت بخوف، من باب الإتضاع، حتى لا ترتفع قلوبهم بسبب برهم وإستحقاقهم للأكاليل...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/calmness/fear-and-turmoil.html
تقصير الرابط:
tak.la/jmc2q88