المساكن
1- إزدحام المساكن في المدينة، أية مدينة يسبب ضوضاء وصخبًا للحواس...
وبخاصة في الشوارع التجارية من المدينة، حيث يزدحم الناس بطريقة غير عادية. وكذلك في الأماكن التي تكثر فيها المصانع والمعامل والجامعات والمدارس والمستشفيات، أو ما يسمونها (منطقة الخدمات) في المدينة.
2- ويستتبع كل هذا تعدد طرق المواصلات، وما تحدثه من أصوات ومن ضجيج...
وبخاصة في ساعات بدء وإنتهاء العمل في شتى المصالح التي يسمونها The Rush Hours حيث يخرج آلاف من الموظفين والطلبة ورجال الأعمال، إما بعرباتهم الخاصة أو ف البحث عن الأتوبيسات وعربات الترام وعربات الأجرة.
وهنا يبدو ضجيج المدينة في عمقه، مما يتعِب مُحِب الهدوء ويفقده هدوء الحواس.
وقد تتعطل المواصلات من كثرة الزحام، وبخاصة في المدن الكبيرة المزدحمة بالسكان، وما يتبع كل ذلك من مشاكل وانفعالات وتعطل مصالح البعض، وضياع للوقت...
3- لهذا كله كان البعض بفضل السكنى في الضواحي.
ومدينة لندن التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 12 مليونًا، بعض سكانها يفضلون السكنى خارج المدينة، في الضواحى المعروفة باسم الـSuburbia (كالمعادي بالنسبة إلى القاهرة مثلًا).
وعلى الأقل، إن لم يستطع الناس السكنى في الضواحى، فإنهم يقضون فيها نهاية الأسبوع كفترة راحة وإستجمام، بعيدًا عن ضجيج المدينة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
4- والتماسًا للهدوء، بعض المدن لا تسمح قوانينها ببناء كل مساحة الأراضى السكنية.
ففى بعض المدن لا يسمح لصاحب الأرض إلا ببناء ثلث أو ربع مساحة أرضه. ويبقى الباقى كحديقة مثلًا. وهكذا تبعد المساكن عن بعضها البعض. وتوجد الخضرة التي تساعد على هدوء الأعصاب والهدوء النفسي، حيث يقل الزحام، وتقل الضوضاء... وبعض المدن لا تسمح إلا بارتفاع محدود للمساكن، قد يصل إلى 12 مترًا فقط (ثلاثة أو أربعة طوابق)..
أمثال هذه الأحياء السكينة هي الأحياء الهادئة في المدينة.
ونظرًا لارتفاع ثمن الأراضى حاليًا، ولكثرة السكان، وأزمة المساكن، فإن أمثال هذه المساكن المريحة الهادئة من الصعب أن تتوفر إلا للقادرين الذين يحبون الهدوء والسكون...
وتلافيًا لهذا النقص، تحاول بعض المدن أو تخصص بعض الأراضى داخل المدينة لتكون حدائق عامة كمتنفس للناس... على أن هذه الحدائق -على الرغم من نواحيها الجمالية والصحية- إلا أنها غالبًا ما تكون مكانًا صاخبًا من جهة الصوت، باعتباره مكانًا للترفية وليس للهدوء...
5- من هنا كان محبو الهدوء يلجأون إلى الأديرة حيث
وعلى الرغم من هدوء البرية والأديرة، إلا أنه لكثرة زيارات الناس للأديرة، فإنهم يفقدونها هدوءها. ولهذا ينبغي وضع أنظمة حازمة تحفظ هدوء الأديرة، لأنه فارق كبير بين أن تأتى رحلة كبير من خمسين شخصًا إلى الدير لمجرد الزيارة والفرجة ونوال البركة، وتحدث في زيارتها ضجيجًا لعدم تعودها الهدوء وتعبد، ويقيمون في أبنية خاصة تعرف في الأديرة باسم (بيوت الخلوة).
وعلى العموم فإن الأديرة لحفظ الهدوء، تحاول أن تجمع أماكن الزوار، بعيدًا عن قلالى الرهبان، وبعيدًا عن بيوت الخلوة كما تعود الزوار على الهدوء...
6-أما الرهبان الذين يريدون هدوءًا أكثر، فإنهم يسكنون القلالى المنفردة والمغارات.
وهي أماكن بعيدة عن ضجيج الضيوف، وحتى مساكن الرهبان. يرتقون فيها إلى درجة من الوحدة والهدوء، ولا توجد في مجمع الرهبان...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/calmness/dwellings.html
تقصير الرابط:
tak.la/q22ktjx