(ج) ضد هدوء الروح:
الخطية تعكر هدوء الإنسان روحيًا. كما قال الوحي الإلهي: "لا سلام -قال الرب- للأشرار" (إش 48: 22)
"أما الأشرار فكالبحر المضطرب، لأنه لا يستطيع أن يهدأ، وتقذف مياهه، حمأة وطينًا. وليس سلام قال إلهى للأشرار" (إش 57: 21).
الخاطئ يعيش في صراع داخلي لا يعطيه سلامًا. يفقد هدوءه قبل الخطية في التدبير والتفكير. وبعد الخطية يفقد هدوءه خوفًا...
خوفًا من إكتشاف الخطيئة: خوفًا من العقوبة ومن سوء السمعة.
قايين ينفقد هدوءه بعد قتله لأخيه هابيل. وقال: "ذنبى أعظم من أن يُحْتَمَل"، كما قال في خوفه: "يكون كل من وجدنى يقتلنى" (تك 4: 13، 14).
كذلك فإن الأسباب التي تعكر الهدوء من الداخل، تتعلق غالبيتها بخطايا أو نقائص: مثل الشهوة والخوف وعدم الإيمان...
لذلك فإن الإنسان الروحي يتصف دائمًا بالهدوء.
ففى مقدمة ثمار الروح " محبة، فرح، سلام.." (غل 5:22). ومع الفرح والسلام يوجد هدوء...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
كذلك مما يفقد الإنسان الخاطئ هدوءه: خوف الدينونة.
إن الحاية الفضلى تعطى أولاد الله رجاء في أولاد الله رجاء في أبدية سعيدة، ويكونون " فرحين في الرجاء" (رو 12: 12). يستمعون إلى قول القديس يوحنا الرسول " إثبتوا فيه. حتى إذا اظهر يكون لنا ثقة، ولا نخجل منه في مجيئه" (1يو2: 28). أما الخطاة فإنهم يعيشون في خوف كلما فكروا في أبديتهم، كما قال القديس بولس الرسول:
" مخيف هو الوقوع في يدي الله الحى" (عب 10: 31).
الإنسان الروحي له علاقة طيبة مع الله. أما الخاطئ فهو في خصومة أو في عداوة مع الله، تفقده هدوءه. ويزعجه جدًا الحديث عن الموت أو عن الأبدية، أو عن الدينونة. إنها كلمات لا يطيقها. ربما يهرب منها. ولكنها حينما تلاحقه وتضغط عليه، يتعب قلبه من الداخل.
هناك خطأ روحي أيضًا يعكر الهدوء:
إنه الضمير الموسوس الضيق، الذي لا يمكن لصاحبه أن يحيا في هدوء...
هذا الضمير الذي " يصف عن البعوضة" (مت 23).
ويظن الشر حيث لا يوجد شر، أو يضخم من قيمة الخطية فوق مستواها. إنه يعيش باستمرار في عذاب وفي شك وفي تأنيب ضمير، ولا يهدأ من الداخل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/calmness/against-calmness-of-soul.html
تقصير الرابط:
tak.la/6zzqghw